الأسد في مأزق بين إنهاء التحالف مع طهران وبين العقوبات الدولية

السياسة - منذ 7 أيام

عين الجنوب| منظور دولي

نشرت صحيفة Long War Journal التابعة لمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن، تحليلاً ذكرت فيه أن "الأسد يواجه الآن معضلة حاسمة: بين قطع العلاقات مع طهران بحثًا عن تخفيف العقوبات وإمكانية إعادة الاندماج في المجتمع الدولي، أو البقاء معتمدًا على إيران مع خطر مزيد من العزلة".

وأوضح التحليل أن "طهران تعتبر تحالفها مع نظام الأسد ركيزة أساسية لطموحاتها الاستراتيجية، حيث يتجاوز دعمها حدود الخطابات. فقد أكدت دعمها غير المشروط للرئيس السوري بشار الأسد وأدانت الهجمات بوصفها 'عدوانًا من عناصر إرهابية'. كما زار وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي دمشق في الأول من ديسمبر لنقل دعم المرشد الأعلى علي خامنئي المستمر للنظام السوري".

وأشار التحليل إلى أنه "قبل عام واحد فقط، كانت الجمهورية الإسلامية في موقع الهجوم، حيث استخدمت وكلاءها لشن هجمات منسقة على إسرائيل من ست جبهات لإظهار نفوذها الإقليمي. لكن الديناميكيات تغيرت الآن، بعد أن أضعفت العمليات الإسرائيلية حماس وحزب الله، وشن المتمردون السوريون المدعومون من تركيا حربًا شرسة ضد الأسد، إلى جانب استهداف الولايات المتحدة لقواعد الميليشيات المدعومة من إيران في سوريا".

وأضاف التحليل أن "عودة التطرف السني يمكن أن تُعزى جزئيًا إلى سياسات إيران الطائفية. فبعد تهدئة الحرب الأهلية السورية في 2016، بدأت إيران جهودًا لإعادة تشكيل التركيبة السكانية، مما أدى إلى تهجير المجتمعات السنية لتعزيز الهيمنة الشيعية".

كما لفت إلى أن "هذه التصعيدات تأتي في وقت حساس لطهران. فالحملة العسكرية الإسرائيلية عقب هجمات 7 أكتوبر قضت على حماس وأضعفت حزب الله بشكل كبير، أهم وكلاء إيران. ورغم تأكيد قادة الحزب أن النظام السوري قادر على صد 'مسلحي المعارضة' دون الحاجة إلى دعمهم، تشير تقارير إلى أن حزب الله قد يتجنب التدخل المباشر بسبب خسائره الأخيرة".

وتابع التحليل أن "الولايات المتحدة وحلفاءها يدرسون تقديم حوافز لإبعاد الأسد عن طهران. شملت المباحثات بين واشنطن والإمارات اقتراحات لرفع العقوبات إذا قلّص الأسد مسارات الأسلحة الإيرانية إلى حزب الله. كما أكدت إسرائيل أنها لا تهتم بالديناميكيات الداخلية لسوريا، لكنها ربطت أي دعم بخروج إيران وميليشياتها من الأراضي السورية، بعد مزاعم عن طلب الأسد مساعدة إسرائيل ضد قوات المعارضة".

وخلص التحليل إلى أن "تحالف الأسد مع طهران واعتماده عليها أصبح مغامرة محفوفة بالمخاطر، ويبدو بشدة أنه غير قابل لتحقيق نتائج إيجابية".

فيديو