العودة إلى ما قبل الوحدة: الفيصل يقترح حلاً مستوحى من التاريخ

السياسة - منذ 1 شهر

عدن ، عين الجنوب | خاص 


في ظل تعقيد المشهد السياسي والأمني في اليمن، جاءت تصريحات الدكتور الفيصل كإضافة نوعية للنقاش الوطني، حيث دعا إلى حل مستدام يتمثل في بناء دولتين مدنيتين ديمقراطيتين، واحدة في الشمال وأخرى في الجنوب. هذا الطرح يمثل رؤية شجاعة وعملية لمعالجة الجذور العميقة للأزمة اليمنية الممتدة منذ عقود، والتي فشلت الحلول التقليدية في احتوائها أو إنهائها.

تصريحات الدكتور الفيصل تستند إلى واقع متغيرات الأرض والهوية السياسية والاجتماعية لكل من الشمال والجنوب. فبينما يشهد الشمال سيطرة جماعة الحوثيين المدعومة إقليمياً والتي تفرض نموذج حكم غير مدني، يظهر الجنوب بتوجهاته الواضحة نحو استعادة هويته المستقلة والمضي نحو بناء دولة حديثة قائمة على الشراكة والديمقراطية.
يشدد الدكتور الفيصل على أن استمرار الوضع الحالي، سواء من خلال حالة اللاسلم واللاحرب أو الحلول الوسطية التي تتجاهل الواقع على الأرض، لن يؤدي إلا إلى المزيد من التدهور. ويرى أن عودة اليمن إلى دولتين مدنيتين ديمقراطيتين يمثل الحل الوحيد القادر على إنهاء الصراع بشكل عادل ومستدام، حيث يتيح لكل طرف فرصة بناء نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي بما يتماشى مع طموحاته وهويته.

طرح الفيصل يتجاوز كونه فكرة نظرية إلى كونه مقترحاً يستجيب لعدة معطيات حيوية:
الواقع التاريخي والجغرافي: الجنوب كان دولة مستقلة قبل الوحدة عام 1990، وله تاريخ سياسي وثقافي مميز. العودة إلى هذا النموذج مع تطويره بأسس ديمقراطية حديثة يضمن استقرار الجنوب.

استحالة التوافق الشامل: استمرار الحرب كشف عن انعدام إمكانية التوصل إلى صيغة توافقية ترضي جميع الأطراف في ظل التباينات الكبيرة بين الشمال والجنوب.
إنهاء الصراع المزمن: الحلول الجزئية، مثل المبادرات الإقليمية أو الدولية، فشلت في تقديم حلول نهائية. بناء دولتين ديمقراطيتين يمكن أن يكون وسيلة لتجنب مزيد من الحروب.
تمكين الشعب من تقرير مصيره: هذا الطرح يمنح الشعب في كل من الشمال والجنوب فرصة اختيار مساره ونمط حياته بحرية بعيداً عن الإملاءات الخارجية.
تأييد متزايد للحل:
تشير العديد من التحليلات إلى أن حل عودة المنطقة الى الوضع السابق أصبحت واقعية بشكل متزايد لدى قطاعات واسعة، فالشعب في الجنوب مطلبه مطلب حقوقي تاريخي، قانوني، إنساني. كما أن المجتمع الدولي، الذي لطالما كان متردداً في دعم هذا الطرح، بدأ يدرك أن استمرار الوحدة القسرية يغذي الصراع ولا يقدم حلاً قابلاً للتطبيق.
خطاب الدكتور الفيصل يمثل رؤية متقدمة لمعالجة الأزمة اليمنية بعيداً عن الحلول التقليدية التي أثبتت فشلها. الحل يكمن في دولتين مدنيتين ديمقراطيتين والذي لا يعد مجرد خيار سياسي، بل ضرورة تاريخية لإنهاء معاناة الشعبين ووضع حد للصراعات التي دمرت البلاد. يبقى نجاح هذا الحل الواقعي مرهوناً بقدرة الأطراف على تبني الحوار البناء وإرادة المجتمع الدولي في دعم الحلول الجذرية التي تعيد للمنطقة استقرارها ومكانتها الطبيعية.
وفي إشارة أخرى من مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية: في سبتمبر 2024، أشار مدير مكتب المؤسسة في اليمن والسودان، كونستاتين جروند، إلى أن حل عودة اليمن إلى دولتين قد يكون حلاً محتملاً، مؤكداً أن "اليمن بدأ بالانفصال منذ 10 سنوات دون أي تفاوض سياسي". وأضاف أن المجتمع الدولي دعم هذا الاتجاه بشكل غير مباشر من خلال سياساته.

فيديو