بين إرهابها العابر للحدود وانتفاضة الداخل.. إيران تحت وطأة الغضب الشعبي والانكشاف الدولي

أخبار دولية - منذ 5 ساعات

عين الجنوب | متابعات

كشفت تقارير استخباراتية أوروبية عن تصاعد الإرهاب المنظم الذي يقوده النظام الإيراني في الخارج، تزامناً مع اتساع رقعة الانتفاضة الشعبية داخل إيران رفضاً لحكم الملالي.. فقد أكد تقرير حديث لجهاز الاستخبارات الهولندي تورط النظام الإيراني في تنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا، أبرزها محاولة اغتيال البروفيسور ألخو فيدال كوادراس في مدريد، ومحاولة أخرى مشابهة في مدينة هارلم الهولندية؛ وأوضح التقرير أن هذه الهجمات جزء من استراتيجية ممنهجة اعتمد فيها النظام على شبكات إجرامية لاستهداف معارضيه، في محاولة لإسكات الأصوات الحرة وترهيب المنتقدين.

في أعقاب هذه الانكشافات جدد كوادراس دعوته لتصنيف الحرس الثوري ككيان إرهابي، مطالباً بإغلاق سفارات النظام الإيراني وطرد عملائه من أوروبا، محذراً من استمرار التهاون مع تهديدات طهران الأمنية؛ دعماً لهذه الدعوات أكدت المقاومة الإيرانية أن هذه الإجراءات ستُضعف شبكات الإرهاب الإيرانية، مطالبة بتصعيد الضغط الدولي لحماية أمن الأوروبيين والمعارضين المقيمين في الخارج.

وفي الداخل الإيراني تواصل حركة "لا للإعدام" توسعها كصرخة وجدان شعبي في وجه آلة القمع الدموي.. فقد وثقت منظمة العفو الدولية تنفيذ أكثر من 800 عملية إعدام خلال عام 2023 استهدفت معارضين سياسيين ونشطاء حقوقيين وأقليات عرقية، مما رسخ الإعدام كأداة سياسية لترهيب الداخل؛ وتحت شعار "صامدون حتى النهاية ضد حكم الإعدام" اندلعت احتجاجات المتقاعدين والنقابيين في 2024 مطالبة بتفكيك منظومة الموت والقمع بأكملها، في مشهد يعكس نضوجاً ووعياً جماعياً غير مسبوق.

وامتدت هذه الحركة إلى الأحياء الشعبية مع بداية عام 2025 حيث نظمت تجمعات واسعة تعكس تحوّلاً عميقاً في قناعة الإيرانيين بأن استعادة الحرية والكرامة الوطنية لن تتحقق إلا بنضال شامل وتضحيات جسورة؛ وأصبحت حركة "لا للإعدام" رمزاً لوحدة العمال والنساء والشباب في معركة الحياة والكرامة ضد الاستبداد، تؤكد أن نهاية المشانق ستكون بداية شروق شمس إيران الحرة.

وفي مشهد رمزي من هذا التحدي الشعبي المتصاعد، رفع المواطن الإيراني حامد كاشاني يوم الأحد 27 أبريل 2025 لافتة في شارع كارگر الشمالي بطهران كتب عليها: «حتى لا يُدفن الملالي، لن تكون هذه الأرض وطناً» مردداً شعارات قوية هزّت الشارع مثل: «الموت لولاية الفقيه» و«الموت لخامنئي القاتل» وتم اعتقال كاشاني للمرة الثالثة خلال هذه الوقفة البطولية، حيث تعرض للضرب والتعذيب على أيدي قوات القمع.

ويُعد حامد كاشاني رمزاً للصمود الإيراني، إذ سبق اعتقاله عام 2019 بتهم تتعلق بالدعاية ضد النظام والانتماء إلى منظمة مجاهدي خلق، حيث قضى سنوات من التنقل بين سجون رشت وإيفين وطهران الكبرى تحت وطأة التعذيب؛ وبعد محاولته للجوء إلى تركيا، أعيد قسراً إلى إيران ليُسجن مجدداً.. واليوم تتجدد قصته لتؤكد أن قبضة الملالي الحديدية لم تتمكن من إخماد جذوة الحرية المتقدة في قلوب الإيرانيين.

وهكذا بين تصاعد العمليات الإرهابية للنظام الإيراني في الخارج، وتصاعد حركة النضال الشعبي في الداخل، يتكشف المشهد الحقيقي: نظام يتآكل تحت وطأة مقاومة أبنائه وإصرارهم على أن يُكتب تاريخ إيران القادم بدماء الشهداء وعزيمة الأحياء.

فيديو