الانتقالي الجنوبي... رفض التنازل فحاصروا الشعب: من يدفع ثمن الثبات؟

اقتصاد - منذ 4 أيام


عدن | عين الجنوب | خاص .


وسط مشهد جنوبي معقد سياسيا واقتصاديا، تتصاعد التساؤلات في أوساط الشارع الجنوبي حول الأسباب الحقيقية وراء تدهور العملة المحلية، وانهيار الخدمات، وتأخر الرواتب، وتفاقم الأزمات المعيشية في محافظات الجنوب، ومع كل أزمة، يتكرر السؤال: هل الانتقالي هو السبب؟ أم أنه يدفع ثمن ثباته على قضية شعب الجنوب؟

رفض الانحناء للضغوط

منذ إعلانه التمسك بهدف استعادة الدولة الجنوبية، وتأكيده أن دماء الشهداء ليست ورقة تفاوض، يتعرض المجلس الانتقالي الجنوبي لحملة ضغوط داخلية وخارجية، بعضها سياسي وبعضها اقتصادي، في محاولة لدفعه نحو التنازل أو تقديم تنازلات "تجميلية" على الأقل.

لكن قيادة الانتقالي، وفي مقدمتهم الرئيس عيدروس الزُبيدي، واجهت تلك الضغوط بموقف واضح: لا تراجع عن تطلعات الشعب الجنوبي، ولا تفريط بحقوقه المشروعة مهما كان الثمن.

معاناة شعبية... ولكن من المتسبب؟

يشهد الجنوب أزمات خانقة: عملة تنهار، كهرباء تنقطع، رواتب تتأخر، وأسعار تقفز بلا ضوابط، غير أن هذه الأزمات – بحسب مراقبين – ليست سوى أدوات ضغط تُستخدم ضد القيادة الجنوبية، عقابا على موقفها الوطني، ومحاولة لتركيع الشارع الجنوبي ودفعه للانقلاب على مشروعه السياسي.

لو كان المجلس الانتقالي الجنوبي قد وافق على ما يُطلب منه، لما انهار شيء، وواقع الحال يقول إن ما يجري ليس إلا عملية ممنهجة لعقاب الجنوب على موقفه السياسي، ومحاولة لابتزازه اقتصاديا مقابل التنازل عن قضيته، فقد طُرحت أمامه طرق "الاستقرار المؤقت" المشروط بالتراجع، لكنه اختار طريق الكرامة والمواجهة مهما كان الثمن.

الشرعية المهترئة والتواطؤ الصامت

وفي المقابل، تواصل الحكومة اليمنية – المعترف بها دولياً – إدارة المحافظات الجنوبية دون أن تقدّم حلولا جذرية للأزمات المتلاحقة، مكتفية بسياسات مالية مأزومة وغياب شبه كلي للخدمات، وهو ما يفسر لدى الجنوبيين على أنه "عقاب سياسي"، لا مجرد فشل إداري.

ويرى محللون أن الشرعية تستخدم الأدوات الاقتصادية كوسيلة لإضعاف الانتقالي، بعدما عجزت عن مواجهته سياسياً أو شعبيا، مشيرين إلى أن هذا "العقاب الجماعي" يهدف إلى خلق ضغط داخلي يُجبر المجلس على التراجع.

ثمن الاستقلالية

يؤمن كثير من أنصار الانتقالي الجنوبي أن ما يمرّ به الجنوب اليوم هو ضريبة لقرار الاستقلالية السياسية ورفض الوصاية، وأن ما يقدم كفشل إداري أو سوء إدارة هو في حقيقته جزء من صراع أكبر: صراع على القرار، والسيادة، والهوية.

اخيراً : لا خيانة للعهد

رغم شراسة الحصار الاقتصادي، وإغراءات "الصفقات السياسية"، يبقى موقف المجلس الانتقالي واضحا: لا خيانة لعهد الشهداء، ولا تراجع عن مشروع الدولة الجنوبية، حتى لو حملت الطريق ثمنا باهظا.

ففي نظر كثير من الجنوبيين، فإن الاستسلام يعني فقدان كل شيء، أما الصمود، فهو بداية التحرر الحقيقي، وإن تأخرت ثمرته.

فيديو