التفاهم المؤقت مع واشنطن قد يمنح جماعة الحوثي فرصة لإعادة تنظيم قدراتها العسكرية

دراسات وتحليلات - منذ 1 يوم

منظور دولي:عين الجنوب

قال تحليل نشرته صحيفة ديلي صباح التركية للكاتب جوكهان إيريلي إن التطورات الأخيرة بين الولايات المتحدة والحوثيين، في ظل التوترات المتصاعدة مع إسرائيل، تعكس ديناميكيات أعمق تتجاوز الهدنة، وتطرح تساؤلات جوهرية حول مستقبل الاستقرار في اليمن والشرق الأوسط.

ويرى التحليل أن التفاهم المؤقت مع واشنطن قد يمنح جماعة الحوثي فرصة لإعادة تنظيم قدراتها العسكرية، وتعويض خسائرها من خلال مزيج من الإمدادات الإيرانية والإنتاج المحلي، خاصة في ما يتعلق بالصواريخ والطائرات المُسيّرة. ويضيف أن الرواية الأيديولوجية للجماعة، التي تُقدّم الهجمات على أنها تعبير عن التضامن مع غزة، تبدو فاعلة في تعزيز التجنيد والتماسك الداخلي
.
ويُشير التحليل إلى أن طبيعة الحشد الشعبي المتزايد في مناطق سيطرة الحوثيين تُظهر أن أي تفاهمات مؤقتة – كما وصفها ترامب – تظل بطبيعتها هشّة ومشروطة، ومن غير المرجّح أن تصمد طويلاً دون إطار أوسع يعالج جذور النزاع.

ويضيف التحليل أن غياب تسوية سياسية شاملة يفتح الباب أمام الحوثيين للاستمرار كقوة غير متكافئة، تمتلك قدرة دورية على استهداف المصالح البحرية الغربية والإسرائيلية، بينما تواصل تثبيت سيطرتها الإدارية والعسكرية في شمال غرب اليمن.

ويشير التحليل إلى أن واشنطن غيّرت من مقاربتها تجاه الجماعة، وتبدو مستعدة لاستكشاف إدماج ممثلي الحوثيين ضمن ترتيبات انتقالية أوسع، تجمع بين الضمانات الأمنية والحوافز السياسية. أما إسرائيل، فقد لمّحت إلى نوايا تصعيدية عبر شن ضربات عسكرية مباشرة داخل الأراضي اليمنية.

ويرى التحليل أن سنوات الحرب في اليمن أثبتت أن الحسم العسكري ضد الحوثيين غير واقعي ومكلف، وأن الضربات الجوية والبحرية لم تنجح في تقويض البنية السياسية للجماعة أو شلّ قدرتها على التجنيد والحكم. بل إن هذه العمليات قد تحقق مكاسب تكتيكية قصيرة الأمد، دون أن تُحدث تحولاً استراتيجياً في مسار الصراع.

ويخلص التحليل إلى أن تحقيق الاستقرار المستدام في اليمن يتطلب توازناً بين الوسائل العسكرية المُدروسة والحوافز السياسية الجادّة، لمعالجة المظالم البنيوية وتفكيك هياكل السلطة التي تُكرّس نفوذ الحوثيين داخل المجتمع اليمني.

منقول من سوث24

فيديو