الجنوب .. مطالب راسخة وصمود شعبي

تقارير - منذ 18 ساعة

عين الجنوب | تقرير - خاص

يشهد الجنوب مرحلة استثنائية من الوعي الوطني، يتجسد فيها تمسك الشعب الجنوبي بهويته وتاريخه وحقه في استعادة دولته وسط تحديات معقدة وضغوط إعلامية معادية. ورغم حملات التشويه الممنهجة التي يشنها أعداء قضية الشعب الجنوبي، تظل ارادة الشعب أكثر صلابة ووعياً، نحو تحقيق الهدف الاسمى وهو استعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة ومعترف بها دولياً حتى عام 1990.

اليوم، وبعد أكثر من ثلاثة عقود من الاحتلال والظلم والمقاومة والنضال بات الصوت الجنوبي أكثر حضوراً مدعوماً ببنية سياسية وتنظيمية ممثلة في المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوة عسكرية وأمنية تفرض نفسها على الأرض.

الخطاب الإعلامي المعادي لتطلعات الشعب الجنوبي غالباً ما يعتمد على أدوات التشكيك والتشويه، من خلال استخدام شخصيات مأجورة، أو حسابات مزيفة ومنتحلة أو منصات ممولة لترويج روايات تزعم انقسام الجنوبيين أو التقليل من مشروعية مطالبهم. غير أن الواقع الاجتماعي والسياسي يكشف عكس ذلك، حيث يتمتع المشروع الجنوبي بتأييد شعبي ثابت، كما تستمر الفعاليات الجماهيرية والعروض الثقافية والأنشطة السياسية والعسكرية في محافظات الجنوب في مسعى لأحياء الروح الصامدة للشعب الجنوبي العظيم، وبما يؤكد مدى تجذر الهوية الوطنية الجنوبية، وتماسك النسيج المجتمعي.

إن الحملة الإعلامية المعادية لا تستهدف فقط اشخاصاً وإن كانت تبدو كذلك، لكنها في الحقيقة تحاول التشويش على أي مسار جنوبي مستقل يعيد ترتيب المشهد الحالي على أساس واقعي يعترف بالحقيقة على الارض، وهو ما يحاول الاحتلال اليمني ومن يتماهى معه عرقلته، لأنه استفاد من الوضع لثلاثة عقود من الاحتلال، خاصة تلك الجماعات التي وظّفت الارهاب واستغلت الدين كالإخوان أو لفرض مركزية سلطوية، بشعارات طائفية ومنهج مستورد، دخيل على المنطقة كالمليشيات الحوثية.

لكن ما يميز المشهد الجنوبي في هذه المرحلة هو تصاعد منسوب الوعي في السياق الاقليمي والدولي. فالجنوبيون يدركون أن التحديات ليست فقط سياسية، بل إعلامية أيضاً، وهم يواجهون ذلك برؤية عقلانية تدعو إلى السلام، لا الاستسلام؛ وتسعى لاعتراف يمر عبر بناء مؤسسات امنية وعسكرية ومدنية قوية على الارض.

ورغم كل الضغوط الاعلامية، يزداد الشعب الجنوبي تمسكاً، ووعياً بهدفه العادل في استعادة دولته وبناء مستقبل يسوده الاستقرار والتنمية، وهو ما تؤكده المعطيات الميدانية والسياسية الراهنة. ومهما تكثفت أصوات التشكيك والتشويه، يبقى القرار النهائي بيد شعب صنع تاريخه، بدماء ابطاله وتضحيات شهدائه الميامين وصمود ابناءه وثبات قيادته، مثبتاً ان الحرية لا تمنح بل تنتزع.

فيديو