اليوم المشؤوم: عندما احتلت الجحافل اليمنية دولة الجنوب تحت غطاء قبلي ديني

الجنوب - منذ 4 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص


في مثل هذا اليوم، السابع من يوليو 1994، جرى غزواً احتلالياً يمنياً ممنهجاً أنهى فعلياً ما تبقى من اتفاقية الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال، وفتح الباب أمام احتلال يمني كامل لأرض دولة الجنوب، بغطاء قبلي وديني أُحكمت خيوطه بين جناحي النظام في صنعاء: حزب المؤتمر الشعبي العام وتحالفه مع شريكه حزب الإصلاح الارهابي، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وبتواطؤ مباشر مع عناصر تنظيم القاعدة أو من سُمّوا حينها بـ"المجاهدين العرب".

لم يكن الغزو وليد لحظة، بل سلسلة مدبرو لمؤامرة عميقة بدأت منذ لحظة إعلان الوحدة في 1990. الوحدة التي سُوّقت كإنجاز يمني، لم تكن سوى فخ سياسي تمّ استخدامه لاحقاً لابتلاع الجنوب ونهب ثرواته وإقصاء نخبه السياسية والعسكرية.

عندما قرر نظام اليمنية شنّ الحرب، تحركت الجحافل القبلية اليمنية مدفوعة بخطاب ديني تحريضي إخواني يغلف أطماع السيطرة، فتم تقديم الحرب على الجنوب على أنها "جهاد ضد الماركسيين والانفصاليين"، وتحوّلت الفتوى الدينية لحزب الاصلاح الارهابي إلى غطاء شرعي يجيز قتل الجنوبيين وسلب أرضهم ومؤسساتهم. لعبت الشخصيات الدينية المرتبطة بحزب الإصلاح الارهابي دوراً خطيراً في والتحشيد، بينما كانت القبائل الموالية للنظام اليمني البائد تحشد مقابل وعود بالغنائم والنفوذ.

ورغم فداحة الخيانة حينها، لم ينكسر شعب الجنوب. دخلت الدبابات المدن، لكنها لم تدخل القلوب. انتُهكت السيادة، لكن لم تُنتزع الكرامة. سنوات طويلة مرّت، عانى فيها شعب الجنوب من التهميش، ومصادرة الهوية، ونهب الموارد، ومحاولات التذويب القسري في نظام يمني شمولي يسيطر عليه تحالف عسكري قبلي ديني، حزب الاصلاح الارهابي، والمؤتمر.

لكن الحقيقة الراسخة التي أثبتها التاريخ، هي أن شعب الجنوب ظلّ يقاوم. فقد اشتعلت شرارة النضال منذ اللحظة الأولى، وتوالت محطات الرفض الشعبي والسياسي، حتى بات شعب الجنوب اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى استعادة هويته ودولته وسيادته.

إن 7 يوليو لن يُنسى، ليس فقط كيوم احتلال يمني مشؤوم، بل كلحظة انكشفت فيها مشاريع الزيف اليمني، وتهاوت فيها أقنعة وحدة القهر والسلب. ستبقى لعنة ذلك اليوم تلاحق كل يمني شارك وسهّل وتواطأ، وستظل التضحيات الجنوبية نبراساً على طريق الخلاص والتحرير.

فيديو