مؤتمر كأس العالم للرياضات الإلكترونية في نسخته الاضحم

رياضة - منذ يومان

عين الجنوب | تقرير - خاص


في الرياض، حيث تُقام النسخة الأضخم من كأس العالم للرياضات الإلكترونية، لم يكن المشهد مجرد منافسة بين 2000 لاعب من 200 نادٍ عالمي، بل كان إعلانًا واضحًا عن تحول جذري في موقع الرياضات الإلكترونية ضمن المشهد الرياضي والاقتصادي العالمي. هذا التحول اتى من الرؤية الجديدة التي بدأت المملكة العربية السعودية في ترسيخها: أن الرياضات الإلكترونية لم تعد هامشًا تقنيًا أو نشاطًا ترفيهيًا للشباب، بل هي صناعة متكاملة، وفضاء تنافسي مشروع له أبطاله وجمهوره ومؤسساته الإعلامية، وله كذلك طموحه في أن يكون أداة قادرة على رسم ملامح النفوذ الثقافي الناعم في المستقبل.

فيصل بن حمران، الرئيس التنفيذي للرياضات الإلكترونية، حين تحدث في المؤتمر، كان واضحًا في تركيزه على أن المسألة لم تعد تتعلق بالأرقام، بل بالهوية الجديدة لهذا القطاع. وهذا التصريح لا يعكس فقط فلسفة التنظيم المحلي، بل يتناغم مع ما يحدث عالميًا من تحول في تموضع هذه الرياضات. فاليوم، لم تعد الألعاب الإلكترونية تقتصر على الترفيه، بل باتت تتقاطع مع التكنولوجيا، والإعلام، والذكاء الاصطناعي، والتعليم، وحتى السياسة. أصبحت بيئة تنتج تأثيرًا ثقافيًا واجتماعيًا واقتصاديًا متزايدًا، خاصة مع دخول أسماء كبرى مثل IMG وFox Sports لتغطية الحدث، مما يعزز من عمق الاستثمار في المحتوى وصناعة الجمهور.

لكن ما يحدث في المملكة يختلف من حيث السياق؛ فالمملكة تستخدم هذه البطولة كجزء من مشروع لتقديم نفسها كمركز عالمي للتقنية والابتكار والتنوع القطاعي الفرعي ضمن رؤية 2030، إن المؤشرات الاقتصادية تُظهر أن هذا الاستثمار الضخم بدأ بالفعل في إعادة تشكيل الاقتصاد الرقمي، ليس فقط داخل السعودية، بل في كامل الإقليم، وبدأ يفرض نمطًا جديدًا من التفكير لدى الحكومات تجاه الابتكار واحتياجات النمو والتنويع الاقتصادي.

من جهة أخرى، دخول الرياضات الإلكترونية إلى مسرح السياسة الدولية والهوية الوطنية، كما نرى في الرياض الآن، يؤكد أن هذه الصناعة هي ساحة تجمع بين التقنية والتمثيل الثقافي والدبلوماسية الناعمة. وهذا ما يفسر سعي الدول نحو تنظيم بطولات مماثلة، بل والتفكير في تشكيل اتحادات وطنية وإقليمية وتنظيم لوائح قانونية تنظم هذه الألعاب أسوة بالرياضات العالمية.

فيديو