خفر السواحل بحضرموت.. درع الأمان البحري خلال موسم نجم البلدة السياحي 2025

الجنوب - منذ 8 ساعات

عين الجنوب||درع الجنوب :

مع انطلاق موسم نجم البلدة السياحي في حضرموت، أحد أبرز المواسم الثقافية والسياحية في الوطن ، برزت قوات خفر السواحل في المحافظة كخط الدفاع الأول عن أرواح المواطنين والمصطافين على الشريط الساحلي الممتد من المكلا إلى قصيعر. جهود مكثفة ومهام ميدانية شاقة نفذتها وحدات الإخلاء والإنقاذ، أسفرت عن إنقاذ عشرات الحالات من الغرق، في مشهد يعكس كفاءة استثنائية واستعدادًا دائمًا لمواجهة التحديات البحرية.

تدخلات ميدانية أنقذت الأرواح
منذ تدشين الموسم في 15 يوليو حتى 20 يوليو، تمكنت قوات خفر السواحل من إنقاذ ما لا يقل عن 37 شخصًا من الغرق في سواحل المكلا، الشحر، شحير، روكب وقصيعر، وفق بيانات رسمية. كما انتشلت الفرق جثتين لشابين قضيا غرقًا، أحدهما في كورنيش الستين بالمكلا، والآخر فتى في الرابعة عشرة من عمره جرفته التيارات قبالة شواطئ الشحر.

وتميزت هذه التدخلات بالاستجابة السريعة، رغم الظروف البحرية الصعبة، ووفرت فرق الإنقاذ الإسعافات الأولية ميدانيًا للمصابين، بالتنسيق مع الطواقم الطبية، ما ساعد في استقرار حالاتهم الصحية دون تسجيل إصابات خطيرة.

توزيع وانتشار مدروس

استباقًا لموسم البلدة، رفعت قيادة خفر السواحل في حضرموت مستوى الجاهزية إلى الدرجة القصوى منذ مطلع يوليو، ودشنت خطة انتشار واسعة تغطي السواحل من بروم غربًا إلى الريدة الشرقية شرقًا. وتمركزت وحدات الإنقاذ والغواصين في النقاط الساخنة والمواقع المزدحمة بالمصطافين، مع تفعيل الخيام وأبراج المراقبة، وتوزيع لوحات تحذيرية وبروشورات توعوية، في مسعى لحماية أرواح الزوار.

جهود إنسانية ومجتمعية

لم تقتصر مهام خفر السواحل على الجانب الأمني والإنقاذي فقط، بل شارك أفراد القطاع الشرقي في حملات نظافة ساحلية في مدينة قصيعر، ضمن المبادرات البيئية المجتمعية الهادفة لتأهيل الشواطئ لاستقبال الزوار، ما أكسبهم إشادة واسعة من السكان المحليين.

تدريب نوعي واستعداد استثنائي
وفي سياق تأهيل الكوادر، نظّمت قيادة خفر السواحل دورة ميدانية متخصصة في الإنقاذ البحري ومكافحة زوارق التهريب، شارك فيها أفراد من مختلف القطاعات، وتضمنت تدريبات عملية في ميناء شحير. الدورة هدفت إلى رفع كفاءة الفرق في التعامل مع الحوادث البحرية الطارئة، وزيادة جاهزيتهم في مواجهة المخاطر، ضمن خطة أمنية موسعة تشمل حماية المصطافين والسواحل على حد سواء.

القيادة: السلامة أولوية لا تقبل التهاون

العقيد محمد عمر بامهير، قائد قوات خفر السواحل بحضرموت، أشاد خلال تصريحات إعلامية بالأداء البطولي لرجال الإنقاذ، مؤكدًا أن القيادة لم تدّخر جهدًا في تأمين الساحل، وأن سلامة المواطنين أولوية قصوى. وأكد أن قواته تعمل على مدار الساعة، دون تهاون أو تقصير، استجابة لأي نداء استغاثة.

من جانبه، شدد الرائد عبدالله باسلوم، ركن التوجيه المعنوي، على أهمية الالتزام بالتعليمات الميدانية والإرشادات المعلنة، داعيًا المواطنين إلى تجنب السباحة في المواقع المحظورة، والابتعاد عن مناطق التيارات البحرية المعروفة بخطورتها.

توصيات وتحذيرات متكررة

رغم التحذيرات المستمرة من خطر السباحة في الأماكن غير المصرح بها، سجّلت عمليات خفر السواحل أكثر من حالة غرق في أماكن معروفة بتياراتها البحرية الخطيرة، ما دفع القيادة إلى إعادة التذكير بأن “السلامة تبدأ بالوعي”، وأن أي تهاون قد يقود إلى مآسٍ يمكن تجنبها.

ختامًا: موسم احتفالي تحت الحماية
بينما تستمر فعاليات موسم نجم البلدة على السواحل وفي المدن، تواصل قوات خفر السواحل جهودها بلا كلل، ضامنة سلامة آلاف المواطنين الذين يحتفلون بتراثهم الثقافي والطبيعي. حضورها الميداني، وتدخلاتها السريعة، والتزامها المجتمعي، تجعل منها عنوانًا للأمان في هذا الموسم البحري الفريد الذي يجمع بين الفرح والحذر.

فيديو