هذا ما سيخسره البشر حال ضغط بوتين زر إطلاق الصواريخ النووية

أخبار دولية - منذ 2 سنة

هذا ما سيخسره البشر حال ضغط بوتين زر إطلاق الصواريخ النووية . عين الجنوب / متابعات [caption id="attachment_5361" align="alignnone" width="300"]هذا ما سيخسره البشر حال ضغط بوتين زر إطلاق الصواريخ النووية هذا ما سيخسره البشر حال ضغط بوتين زر إطلاق الصواريخ النووية[/caption] مع تعرض الجيش الروسي لانتكاسات في أوكرانيا، خاصة بعد إعلان كييف تحرير مناطق ضمّها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى روسيا مؤخراً، يهدد الأخير باستخدام “جميع الوسائل” المتاحة، بما فيها السلاح النووي، للرد على أي هجوم قد يطال الأراضي الروسية، وهو ما يضع العالم أمام خطر “ضغطة الزر” التي هدد بوتين باستخدامها. وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش حذّر في آب الماضي، من أن “العالم تفصله خطوة واحدة غير محسوبة عن حرب نووية مدمرة”. وقبل غوتيريش دقّ لاسينا زيربو ناقوس الخطر في 2019 عندما كان يشغل منصب المدير التنفيذي لدى “منظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية” حين قال للجزيرة الإنجليزية “أعتقد أننا اليوم نواجه الوضعية التي كنا فيها يوم قصف ناغازاكي وهيروشيما”. بوتين يُهدد بالنووي وأكد بوتين أنه قد يلجأ إلى الأسلحة النووية إذا تعرضت وحدة أراضي روسيا للتهديد. ولم يذكر ما إذا كان ذلك يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014، أو المناطق الأوكرانية الأربع التي يسيطر عليها الجيش الروسي جزئياً في كل من دونيتسك ولوغانسك بإقليم دونباس (شرق) وخيرسون وزاباروجيا (جنوب)، حيث تم تنظيم استفتاءات على عجل وضمها إلى روسيا. وسط هذه التوترات السياسية، تثور مخاوف من أن يفقد الزعيم الروسي أعصابه ويتخذ قراراً يكبّد البشرية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، فيرد خصومه بشكل أعنف فتغيب مدن وربما دول كاملة عن الوجود. وذهبت تقديرات المحللين إلى أنه ليس من مصلحة المجتمع الدولي إلحاق هزيمة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لأن ذلك قد يدفعه إلى استخدام الأسلحة غير التقليدية لتأكيد عظمة بلاده وقدرتها على إبعاد أعدائها الغربيين عن حدودها. ولكن هذه التقديرات لم تجد آذانا صاغية، فقد خصص الغرب ميزانيات هائلة لتسليح أوكرانيا فحشدت كل إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والسياسية لإلحاق الهزيمة بالجيش الروسي. مخاوف من القوة النووية الأولى وروسيا هي القوة النووية الأولى في العالم مع مخزون بنحو 4500 رأس نووي، وفق تقديرات معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام (SIPRI)، وقد شكل الرئيس الأميركي جو بايدن فريقاً من متخصصين مدنيين وعسكريين لتقييم المخاطر والردود، محذراً روسيا من أنه “لا يمكن الانتصار” في الحرب النووية، على حد قوله. ووفق ماثيو كروينيغ من مركز “سكوكروفت” للإستراتيجيات والأمن، فإن من الوارد أن يستخدم بوتين أسلحة نووية تكتيكية تضمن انتصاره في الحرب. وقد يؤدي الرد على هذه الضربة من الغرب إلى حرب نووية لا تبقي ولا تذر. وكذلك فإن عدم الرد ينطوي على خطر بالغ، وفق كروينيغ، فقد يشجع بلداناً أخرى مثل الصين على “التفكير بأن السلاح النووي يمكن أن يساعدها على تحقيق أهدافها من دون تداعيات خطيرة”. وتأخذ الولايات المتحدة الأمريكية تهديدات بوتين على محمل الجد، مشيرة إلى أنه ستكون هناك عواقب وخيمة عند استخدام الأسلحة النووية. ما الخسائر البشرية إذا استخدم النووي؟ إن المخاوف من استخدام السلاح النووي ليست وليدة الفراغ، فقد كبّد هذه السلاح البشرية خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وما تزال تداعيات استخدامه تفتك بشعوب تعرضت له رغم مرور عقود على ذلك. كانت الولايات المتحدة أول دولة تمتلك السلاح النووي، فقد أجرت تجربة نووية في 16 يوليو/تموز عام 1945 في صحراء نيو مكسيكو. وبعد ذلك بأقل من شهر، كانت الولايات المتحدة أول وآخر دولة تستخدم هذا السلاح في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية، ففي صبيحة السادس من أغسطس/آب 1945 أسقطت قاذفة القنابل “بي 29” قنبلة ذرية تزن 4 أطنان على مدينة هيروشيما اليابانية. وعلى الفور قتلت القنبلة 80 ألف شخص، ولاحقاً ارتفع عدد القتلى إلى أكثر من 120 ألفاً، ولحق دمار هائل بالمدينة والمناطق المحيطة بها. لكن اليابان لم تستسلم، فأعادت الولايات المتحدة الكرّة بعد 3 أيام وأسقطت قنبلة أكبر وزنا على مدينة ناغازاكي وقتلت 70 ألف شخصاً على الفور، وحينئذ رفعت طوكيو الراية البيضاء. وإلى جانب القتلى، ألحق الإشعاع النووي تشوهات وأمراضاً كثيرة بسكان تلك المناطق، ولم تتعاف اليابان حتى اليوم من الأضرار الناتجة عن الضربتين. ورغم أن العالم بادر إلى محاولة احتواء السلاح الذري ووأْده في المهد، فإن تلك الجهود كانت ضرباً من العبث، فبعد 4 سنوات من تفجير القنبلة النووية جاء دور روسيا وبدأت تجاربها النووية. ومن بين المعاهدات الرامية إلى احتواء خطر هذا السلاح: معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ومعاهدة حظر تجارب الأسلحة النووية في الجو وفي الفضاء الخارجي وتحت سطح الماء، ومعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية. وتقول الأمم المتحدة “إنه لا يزال هناك 22 ألفاً من هذه الأسلحة في عالمنا اليوم، وإنه أجري حتى اليوم ما يزيد على ألفي تجربة نووية، وإن نزع السلاح هو أفضل وقاية من هذه الأخطار”. وإذا كانت الولايات المتحدة أول وآخر دولة تستخدم السلاح النووي في الحرب، فإن دولا أخرى تسبّبت في إزهاق أرواح عديدة من خلال تجارب نووية غير مشروعة أو عبر الفشل في صيانة المنشآت النووية. فمن صحراء الجزائر دخلت فرنسا نادي الدول النووية حيث أجرت تجربتها النووية الأولى ففجرت قنبلة ذرية يوم 13 فبراير/شباط 1960، تحت اسم “اليربوع الأزرق”. وتقول تقارير جزائرية إن فرنسا أجرت 57 تفجيراً وتجربة نووية في صحراء الجزائر الكبرى، وخلّفت هذه التجارب قتلى من المدنيين والعسكريين وسبّبت أمراضاً وتشوهات لسكان المناطق المجاورة. وتقول الرواية الجزائرية إن ضحايا التفجيرات النووية الفرنسية في البلاد تجاوزوا 30 ألفاً.   وفي 26 أبريل/نيسان من عام 1986 وقعت كارثة في محطة تشيرنوبل للطاقة النووية بشمال أوكرانيا الخاضعة آنذاك للاتحاد السوفياتي. ووفق تقرير أممي، فإن قوة الانفجار أدت إلى انتشار التلوث في بيلاروسيا وأوكرانيا وروسيا، ولقي 31 شخصاً حتفهم على الفور، وتعرض 600 ألف من المشاركين في مكافحة الحرائق وعمليات التنظيف لجرعات عالية من الإشعاع. ووفقاً لتقارير رسمية، تعرض ما يقرب من 8 ملايين و400 ألف شخص في بيلاروسيا وروسيا وأوكرانيا للإشعاع، وتعرض للتلوث 155 ألف كيلومتر مربع من الأراضي التابعة للبلدان الثلاثة.  

[عين الجنوب]

فيديو