الأردن يعيد تفعيل "خدمة العلم": خطوة دفاعية بمواجهة "إسرائيل الكبرى"

أخبار دولية - منذ 16 ساعة

عين الجنوب - النهار:
ينشغل الأردنيون بقرار إعادة تفعيل برنامج الخدمة العسكرية الإلزامية (خدمة العلم) الذي سيدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من العام المقبل، في خطوة جاءت استجابةً لتصاعد الأصوات المطالِبة بالاستعداد لمخاطر تفرضها تطورات الأوضاع في المنطقة والإقليم، والحاجة إلى تهيئة الشباب وطنياً وعسكرياً، خصوصاً بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن "رؤية إسرائيل الكبرى"، التي أدانتها المملكة وقوبلت برفض شعبي واسع.

و"إسرائيل الكبرى" مشروع يقوم على الاعتقاد بأن حدود إسرائيل يجب أن تمتد لتشمل دمشق وأراضي ست دول عربية: سوريا ولبنان والأردن والعراق وأجزاء من مصر والسعودية.

وكان الأردن قد أوقف العمل ببرنامج الخدمة العسكرية الإلزامية عام 1991، ثم أعاد في أيلول/سبتمبر 2020 فرض "خدمة العلم" بشكل تدريجي، دون أن تُفعّل فعلياً.

تعزيز منظومة الأمن الوطني
ويؤكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة اليرموك الدكتور محمد خير الجروان، لـ"النهار"، أن "إعادة تفعيل خدمة العلم تأتي في سياق تعزيز منظومة الأمن الوطني الشامل، في وقت تدفع فيه البيئة الإقليمية غير المستقرة – خصوصاً منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 والحرب على غزة – إلى مزيج معقد من الأخطار والتحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها الأردن، ولا سيما بعد تصريحات نتنياهو الأخيرة حيال إسرائيل الكبرى، التي تشكل تهديداً مباشراً لأمن المملكة والإقليم".

 

ويضيف: "خدمة العلم لا تُعد هدفاً عسكرياً بحتاً، بل تأتي لتعزيز الجبهة الداخلية وترسيخ الهوية والانتماء الوطني، والمساهمة في مواجهة التحديات الاقتصادية مثل البطالة، فضلاً عن تحصين المجتمع من الغلو والتطرف وأعداء الداخل؛ كالمتاجرين بالدين والمخدرات والعنصرية. أما خارجياً، فقد بدت أكثر إلحاحاً في مواجهة حالة الفوضى والانفلات التي تقودها حكومة نتنياهو في المنطقة، وما تحمله من إصرار على تصفية القضية الفلسطينية عبر توسيع الاستيطان ومخططات التهجير القسري على حساب دول الجوار، وفي مقدمها الأردن ومصر، وهو أمر مرفوض شكلاً ومضموناً".

ويتابع الجروان: "رغم أن الحاجة إلى تفعيل خدمة العلم في الأردن ارتبطت بعوامل ومتغيرات متعددة، فإن اعتمادها في هذا الوقت يعكس استجابة من أعلى مستويات صناعة القرار في البلاد كخطوة وقائية، تمنح الأردن مرونة أكبر وقدرة أوسع على التعبئة الداخلية لمواجهة المخططات التوسعية للاحتلال".


الملك عبدالله الثاني يحيي جنوداً في الجيش الأردني (أرشيفية)


تحوّلات سياسية وأمنية
من جهته، يرى الكاتب حمزة العكايلة أن "القرار يأتي في ضوء التحولات السياسية والأمنية التي تشهدها المنطقة، إذ يعيد الأردن إنتاج وإحياء القيم التي تأسست عليها الدولة، ليجعل منها الحاضنة ومستودع الوعي في مواجهة الأطماع المتزايدة".
ويضيف العكايلة لـ"النهار": "الأردن قادر على حماية سيادته وتعزيز مناعته الذاتية، في ظل المتغيرات المتسارعة التي تكشف النوايا والأطماع الخبيثة، وآخرها ما حملته تصريحات نتنياهو".

 

ويؤكد أن "ما يجري في المنطقة يتطلب خطوات تعزز قدراتنا الدفاعية والاستراتيجية، فالتهديدات الإسرائيلية لم تعد خفية، ما يستدعي الوقوف بحزم لمواجهتها. وخدمة العلم تمثل جزءاً من منظومة الدفاع الوطني، وتساهم في بناء قوة بشرية قادرة على رفد الدولة في مختلف المواقع، بما يعزز متانة الجبهة الداخلية، ويجعل الشباب أكثر استعداداً لأي تطورات قد تطرأ على الساحة الإقليمية".

فيديو