الأول من سبتمبر.. عيد جيشنا الجنوبي الباسل

الجنوب - منذ 3 ساعات

عين الجنوب | متابعات

يصادف الأول من سبتمبر ذكرى عزيزة وغالية على كل جنوبي، هي ذكرى عيد جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، الجيش الوطني الذي مثّل لسنوات طويلة درع الدولة وحامي مؤسساتها ورمزاً لهيبتها وسيادتها. وفي هذه المناسبة الخالدة تستعيد الذاكرة صفحات مشرقة من تاريخ ذلك الجيش الذي جسّد أسمى معاني الولاء الوطني والانتماء الصادق للأرض والإنسان.
لقد كان لي شرف الانتماء إلى هذا الجيش العظيم من خلال عملي في الإعلام العسكري، حيث عشت بين صفوفه وشاركت في توثيق بطولاته، فكانت تلك السنوات من أروع وأصدق ما مرّ في حياتي العملية. لم يكن الإعلام العسكري حينها مجرد مهنة، بل رسالة وطنية صاغتها دماء الشهداء وتضحيات المقاتلين على الحدود وفي الثغور، فسطّرنا بالكلمة والصوت والصورة بطولات رجالٍ آمنوا بعدالة قضيتهم ونذروا أنفسهم للدفاع عن دولتهم وشعبهم.
كان جيشنا بحق مدرسة في الانضباط والالتزام، يقوم على عقيدة وطنية صلبة، ويعكس روح التضحية والفداء. وفي معاركه وتضحياته كتب أنصع الصفحات في حماية الدولة ومؤسساتها، وحمل راية الجنوب عالياً في وجه كل من حاول النيل منه. لم يكن جيشاً للسلطة أو لأشخاص، بل كان جيشاً للوطن، للجنوب كله، لكل فلاح وعامل وموظف وجندي.
واليوم، ونحن نواجه تحديات جسام ومخاطر داهمة، نرى أن قواتنا المسلحة الجنوبية تستلهم من ذلك الإرث الوطني ما يعزز قدرتها على الصمود والبذل في جبهات المواجهة ضد مليشيات الحوثي السُّلالية المقيتة وقوى الإرهاب. إنها تسير على خطى الآباء، وتعيد للأذهان صورة أولئك الرجال الأوفياء الذين قدّموا أرواحهم رخيصة دفاعاً عن الأرض والعرض والهوية.
إن التضحيات التي قدّمها شعب الجنوب وقواته المسلحة عبر العقود لم تكن عبثاً، بل من أجل هدف عظيم وغاية نبيلة، هي استعادة الدولة الجنوبية وتحقيق تطلعات شعبنا في الحرية والكرامة والسيادة. وما دام في الجنوب رجال يقتدون بتجربة جيشه الوطني ويستلهمون دروسه، فإن مهمة استعادة الدولة الجنوبية ماضية نحو غايتها مهما عظمت التحديات وكبرت التضحيات.
فلنقف اليوم إجلالاً وإكباراً لجيشنا الجنوبي في ذكراه، ولنترحم على شهدائه الأبرار، ولنجدد العهد بأن نبقى أوفياء لدربهم حتى يتحقق الهدف الذي قاتلوا وضحّوا من أجله.

د. علي صالح الخلاقي

فيديو