عادل الحسني.. مسخ الإرهاب المتلون بين عمائم التطرف وأقنعة السلام الزائف.. من دهاليز القاعدة إلى أقنعة الزيف

السياسة - منذ ساعتان

عدن ،عين الجنوب|| خاص

 من هناك من عمق مراكز التطرف حيث تتداخل العمائم وتتشابك اللحى وتتنافس الأصوات على رفع راية التطرف  في زوايا ومجالس العلم التي كان يتردد عليها وهو لا يحمل من ذلك الفكر سوى شكله الخارجي وقشوره الهشة لم يكن مقتنعا به يوما ولم تهتدِ نفسه التي تضج بالوساوس إلى طريق الاستقامة فسرعان ما خلع العمامة البيضاء وارتدى السواد القاتم لا سواد الملبس وإنما سواد القلب والعقل فتحول إلى كائن مشوه لا يشبه إلا نفسه المريضة التي وجدت ضالتها في الفكر المتطرف فانضم إلى القاعدة لا ليحمل فكراً بل ليحمل عبوات ومتفجرات وأحزمة ناسفة يسير بها في طرقات الدم والموت متخفيا خلف شعارات دينية زائفة لا يعرف منها سوى التكفير والتحليل والتخوين وتبرير القتل باسم الدين

دخل في دهاليز الإرهاب من أوسع أبوابها حتى صار أحد وجوه التنظيم المتطرفة في الجنوب يقود خلايا ويصدر التهديدات ويتوعد من يخالفه بالسحق واعتاد أن يبرر سفك الدماء على المنابر وفي المقاطع المرئية التي كان ينشرها بانتظام وكأن القتل بالنسبة له عبادة والتفجير وسيلة، لكن الزمن لا يبقى على حاله وتبدلت الأحوال وجاءت لحظة التبدل الكبرى حين تحولت الأدوار فجأة من إرهابي يحمل سلاحا إلى ناشط حقوقي يتحدث عن العدالة ويطالب بالسلام ويتقمص دور الحمل الوديع وهو الذي لم يعرف في حياته سوى العنف والدمار والإرهاب. 

خرج من عباءة القاعدة ليرتدي رداء الناشط  الذي يتحدث الإعلام بطلاقة ويظهر في القنوات الأجنبية مدعياً الدفاع عن حقوق الإنسان ناسياً أو متناسياً ماضيه الأسود الذي تلطخ بكل لون من ألوان العنف وكل طيف من أطياف الظلام تحول بقدرة قادر إلى شخصية إعلامية تسوق نفسها كصوت للسلام في منطقة لم تعرف من أفعاله سوى الخراب وبات يظهر في المؤتمرات الدولية ويكتب المقالات في الصحف الغربية ويصرخ بعبارات الإنسانية وكأن الناس قد نسوا من كان بالأمس أو تناسوا ماضيه العفن

ورغم محاولات التجميل يبقى السؤال قائما هل يمكن أن تتحول الأفعى إلى حمامة وهل يقدر من تذوق طعم الدم أن يتحدث بصدق عن السلام أم أنها مجرد مرحلة انتقالية في مسيرته الانتهازية التي لطالما كانت محكومة بالمصلحة وتحكمها الرياح الدولية والموجات الإعلامية فمرة يكون جهادياً يقاتل تحت راية القاعدة ومرة أخرى ناشطاً يساري التوجه يتغنى بالحرية والديمقراطية والحقيقة أن كل تلك الأقنعة لا تغير من الحقيقة شيئاً فالتاريخ لا يُمحى والدماء لا تُنسى والماضي مهما حاول صاحبه دفنه فإنه يطفو على السطح كلما حاول الهرب منه. 

وبهذا يظهر عادل الحسني كحالة فريدة من الانقلاب السلوكي والتمويه الفكري نموذج لإنسان باع كل شيء في سبيل لا شيء لا وطن ولا مبدأ ولا ثبات في موقف أو ولاء وإنما هو تائه بين العناوين المتناقضة يتنقل بينها كمن يغير أثوابه في كل مرحلة دون أن يغسل يديه من دماء البدايات. 

وهكذا يمضي عادل الحسني في رحلته المتلونة متنقلا بين الوجوه والرايات من أقصى التطرف إلى أقصى النفاق لا يحكمه دين ولا يقيده مبدأ بل هو عبد لكل موجة صاعدة يركبها بكل وقاحة ثم يقف متصدرا المشهد كأن شيئا لم يكن يحاضر في الفضيلة وهو منتهكها يتحدث عن الإنسانية وهو من دفنها تحت ركام تفجيرات الأمس يتشدق بالعدالة وهو الذي لم يعرف منها سوى ظلم الأبرياء ولم يكن يوما ضحية كما يحاول الإيحاء بل كان جلاداً بثياب متعددة المرة تلو الأخرى يتقمص دور المظلوم تارة ودور الثائر تارة أخرى ودائما ما ينجو كالأفعى التي تنسل من بين الصخور فلا تمسكها يد ولا تقترب منها ضربة. 

ورغم محاولات التلميع المتكررة من بعض الدول كقطر وتركيا في تحويله إلى منبر سلام  والترويج له عبر قنواتهما الإعلامية للإستفادة منه في تحقيق مآربهما غير  أن ذلك لم يغير من ماضيه الاسود ،فسيظل عادل الحسني نموذجا حيا لأولئك الذين يقايضون ضمائرهم مقابل مكاسب آنية يبيعون كل شيء ويشترون الوهم بأثمان باهظة لكنه وهم لن يدوم لأن من خان البدايات لن يخلص للنهايات ومن تقلب في مستنقعات الفكر والدم لن يستطيع الطيران في فضاء الحقيقة ولو لبس ألف قناع ورفع ألف شعار فلا الكلمات تغسل الماضي ولا التصريحات تمحو الجرائم فالمواقف لا تُشترى والضمائر لا تُؤجر والحقائق تظل.

فيديو