وادي حضرموت… هل ينضج تحت الرماد مشروع إرهابي جديد يُدار بغطاء سياسي؟

تقارير - منذ 17 ساعة

عين الجنوب|| خاص:
في وادي حضرموت، تتصاعد موجات القلق كل يوم مع انكشاف مؤشرات خطيرة على نشاط غير مسبوق لخلايا متطرفة تعيد تنظيم صفوفها بعيداً عن الأنظار. هذا التحرك المريب لا يأتي بمعزل عن تحركات شخصيات أمنية ومحلية يُشتبه بأنها توفّر الغطاء اللازم لعودتهم، الأمر الذي يفتح باب الأسئلة على مصراعيه: ما الذي يجري فعلاً في الوادي؟ ومن المستفيد من هذا التصعيد في لحظة حساسة كهذه؟

مصادر ميدانية مطلعة تكشف أن عناصر مرتبطة بتنظيمات إرهابية سابقة، كانت قد توارت لسنوات، عادت إلى الظهور مستغلة حالة الاضطراب التي يشهدها الوادي، ومتدثرة خلف شعارات سياسية حديثة تحاول الظهور بمظهر تيارات إصلاحية أو مجموعات تطالب بالتغيير. إلا أن ما يجري خلف هذه الشعارات يبدو أكثر خطورة بكثير، إذ تشير المعلومات المتقاطعة إلى محاولات فعلية لإعادة بناء نواة تنظيم مسلح قادر على بسط نفوذه داخل مناطق الوادي.

المصادر ذاتها تؤكد أن العشرات من العناصر الذين كانوا محتجزين في سجون خارج اليمن—بينها سوريا والعراق—تم نقلهم بطريقة منظمة إلى وادي حضرموت خلال الأشهر الماضية، إلى جانب عناصر أخرى أُفرج عنها من سجون الحوثيين. هذا التدفق المتزامن ما كان ليحدث، بحسب المصادر، دون شبكة تنسيق محلية تولت توفير ممرات العبور وتأمين التحركات، ما يعزز الشكوك حول وجود رعاية سياسية وأمنية تحيط بهذه العمليات من خلف الكواليس.

وتضيف المعلومات أن تواصلاً مستمراً يجري بين هذه المجموعات وبعض الشخصيات النافذة في الوادي، في وقت رُصدت فيه تحركات ميدانية واجتماعات سرّية في عدد من المديريات، شملت توزيع الأدوار واستطلاع المناطق المستهدفة. وتشير التقديرات إلى أن الهدف النهائي لهذه الخلايا قد يكون تنفيذ عمليات تستهدف القوات الجنوبية، وفي مقدمتها قوات النخبة الحضرمية ووحدات الدعم الأمني.

هذا المشهد يعيد إلى الأذهان المرحلة التي عاشتها حضرموت قبل سنوات حين كانت التنظيمات الإرهابية تملأ الفراغ الأمني وتفرض سطوتها على مناطق واسعة. واليوم، ومع تكرار المؤشرات ذاتها، ترتفع الأصوات المطالبة بفتح تحقيق عاجل يكشف الأطراف التي سهّلت عودة هذه العناصر، ويحدد مصادر تمويلها والجهات التي تقف وراءها.

ويحذر مراقبون من أن تجاهل ما يحدث قد يدفع الوادي نحو موجة جديدة من العنف لن تقف حدودها عند حضرموت، بل قد تمتد لتعرّض الجنوب كله لتهديدات مباشرة، خاصة إذا تمكنت تلك المجموعات من تثبيت موطئ قدم لها داخل المناطق الحيوية.

ورغم غياب الموقف الرسمي الواضح حتى الآن، إلا أن ما تكشفه المؤشرات المتاحة كافٍ لقرع ناقوس الخطر. فعودة عناصر متطرفة، وتحركها تحت غطاء سياسي مستحدث، ووجود شخصيات توفر لها المسار الآمن… كلها معطيات تفرض رفع مستوى اليقظة واتخاذ خطوات استباقية تمنع تكرار التجارب المريرة التي عاشتها حضرموت في الماضي.

ويبقى السؤال الأهم: هل ما يحدث مجرد تحركات متفرقة، أم أن الوادي يقف فعلاً على أعتاب مرحلة جديدة تُدار بتخطيط محكم وتستهدف الجنوب في أمنه وهويته واستقراره؟
الإجابة لم تتضح بعد، لكن المؤكد أن وادي حضرموت اليوم يقف عند مفترق طرق يتطلب أعلى درجات الحذر والتحرك المبكر قبل فوات الأوان.

فيديو