المخا.. حوادث غرق الصيادين رسائل تحذير مهمة من تجاهل أدوات السلامة

الجنوب - منذ 2 سنة

عين الجنوب على شاطئ مديرية المخا، كان العشرات من الصيادين يستعدون لرحلة عمل، يوم الثلاثاء، فيما آخرون كانوا يغادرون البحر، مع قواربهم التي اصطفت على امتداد الشاطىء، بعد أن قضوا ساعات الليل في صيد الأسماك. لكن الصيادين الذين يقارب عددهم 2500 صياد في هذه المديرية الساحلية، فضلا عن آلاف الصيادين بالمدن الواقعة على الضفة الشرقية للبحر الأحمر، يزاولون عمليات الاصطياد دون الاهتمام بحمل أدوات السلامة الشخصية، ويذهبون إلى البحر يوميا دون أن ترافقهم سترات النجاة أو الأطعمة والمياه والتي ينبغي عدم التخلي عنها لمواجهة الأوقات الصعبة. ورغم تقديم عدد من المنظمات سترات نجاة للصيادين، إلا أن من حصلوا عليها لم يقدروا قيمتها، ولذا قاموا ببيعها باعتبارها أدوات تعيقهم عن عملهم أثناء ممارسة عمليات الاصطياد. يقول عبدالجبار السيد القائم بأعمال الأمين العام لجمعية الزيادي، وهي الجمعية التي تدير شؤون صيادي المخا، إن غالبية الصيادين لا يرون ضرورة لحملها، بل إن البعض يعتقد أنها تعيق عمله، مع أنه بالإمكان أخذها واستخدامها وقت الحاجة فقط، وعند الضرورة التي تستدعي ذلك. يضيف إنه بالرغم من التوعية التي نقوم بها، إلا أنه لا يوجد من ينصت للمخاطر التي يجب تجنبها، لذلك تكررت حوادث غرق الصيادين، وكان من الممكن تجنب تلك الحوادث لو تم حمل أدوات السلامة كسترات النجاة مثلا. وبالنسبة إلى محمد الشميري، وهو أحد العاملين في قطاع الصيد بالمخا، فإنه يرى أن سترة النجاة لم يعتد أي من الصيادين على لبسها، ولذا حينما تم تجريب ارتدائها شعروا وكأنهم مقيدو الحركة. ويضيف إن السترات التي حصل عليها الصيادون من المنظمات الإنسانية قاموا ببيعها، لأنهم رأوا أنهم ليسوا بحاجة إليها، أو أنهم لا يعرفون القيمة التي تمثلها عندما يواجهون حوادث الغرق. البعض منهم فضل تركها في منزله، كما يقول الصياد عبده سعيد، ولم يحملوها معهم رغم أهميتها ربما يعود ذلك إلى جهلهم بضرورة حمل أدوات السلامة. ويعتقد أن قلة التركيز على المخاطر محدودة لدى الصيادين، رغم ما يواجهونه من مصاعب أثناء ممارستهم الاصطياد، لا سيما هذه الأيام والتي تشتد فيها سرعة الرياح الموسمية القادمة من الجنوب. وتتسبب تلك الرياح في انقلاب بعض القوارب، فيما تتعطل محركات البعض الآخر ما يجبرهم على البقاء ساعات في البحر، قبل أن يتم إنقاذهم. ويوم الاثنين من هذا الأسبوع، توفي ستة صيادين غرقا بعد انقلاب قاربهم قرب جزر دهلك الإريترية، في الوقت الذي لم يكونوا يرتدون سترات النجاة أو يحملونها ضمن أدوات السلامة. وخلال السنوات الماضية تكررت كثيرا مثل تلك الحوادث، نتيجة مغامرة البعض في الاصطياد رغم ارتفاع سرعة الرياح التي تؤدي إلى انقلاب قواربهم الصغيرة. ويمتلك غالبية الصيادين قوارب صغيرة لا تزيد طولها عن ستة أمتار مما يسهل على الرياح قلبها وهو ما يتسبب بسقوط ضحايا بين الصيادين

[عين الجنوب]

فيديو