التالى السابق

صيدلي غيبه الحوثيون 52 شهرا تحت الأرض.. عُمر الزمر "عائد من القبر"

الجنوب - منذ 1 سنة

تعز ، محمد سعيد، عين الجنوب مختطف آخر من قبل مليشيات الحوثي، غُيب في سجونها لأربع سنوات ونصف، حُرم خلالها من رؤية الشمس ورؤية وجوه محبيه، اُختطف بسبب تهم كيدية وانتمائه السياسي.   عمر الزمر، اختطفته مليشيات الحوثي الانقلابية من الصيدلية التي كان يعمل بها في 25 مارس/آذار 2017م، حيث أتت مجموعة مسلحة تابعة لقسم الشرطة وتم اعتقاله وإيداعه السجن ومكث فيه لأربع سنوات وستة أشهر، حيث تم وضعه في سجن الأمن السياسي إلى جوار سجناء آخرين.   يقول عمر، إن وضع السجن مزرٍ من الناحية الصحية ومن جانب التغذية والماء ومكان النوم، وأن المياه التي كانت تصلهم مليئة بالذحل والحشرات والأوبئة، فيما كانت وجبات التغذية عبارة عن رز سيئ الطبخ لا يصلح للحيوانات، إلى جانب طبيخ عبارة عن ماء مع وجود قطعة واحدة من البطاطا أو الفاصوليا رديئة الطبخ.   يتحدث عمر عن وضع السجن الذي تم سجنهم فيه بالقول "تم وضعنا في بدروم في عز الشتاء ينامون بدون ثياب بسبب شدة حرارة المكان وانعدام التهوية، ولك أن تتخيل أيام الصيف". تعرض عمر الزمر للتعذيب أكثر من مرة أثناء التحقيق، سببها محاولة انتزاع اعترافات عن أشياء اتهم بممارستها ولا علاقة له بها، وفي بعض الأحيان كان يتعرض للتعذيب كجزاءات، وتنوعت طرق التعذيب واختلفت ما بين الضرب المبرح والتعليق مع الضرب وطرق أخرى تختلف حسب اختلاف القائم بها.   يتحدث عمر بمرارة ووجع عن تجربة الأسر والسجن والتي استمرت أربع سنوات ونصف: "كانت تجربة مريرة، نسأل الله أن لا يعيدها علينا ولا على أحد من أبناء الوطن، تم وضعنا في زنزانة كالقبر تتمنى أن ترى يدك فيها وأن تتناول وجباتك في ضوء هكذا طوال النهار، في الليل يقومون بتشغيل الضوء حتى تتمنى أن تنام في الظلام، لديك ثلاث فترات للخروج إلى الحمام وأحياناً يتم تقليصها إلى أقل من ذلك كعقوبة دون سبب، ولا تجد فرصة لقضاء حاجتك بسبب عجلة المستلم وخوفك من التعرض للعقاب بالضرب أو بغيره".   يضيف، "وأنت في المعتقل تتمنى أن ترى وجه أبيك وأمك وإخوانك وأحبائك، وبعد أن يتم فتح الزيارات يتم تعريض زوارك للإهانة أمامك، ويتم إعادتك إلى زنزانتك دون سماعك لرد السلام من الزوار لك".   أفرج عن عمر في صفقة التبادل الأخيرة التي تمت بين محور تعز العسكري ومليشيات الحوثي، إلى جانب أسرى ومختطفين آخرين، بعد أن تم عرقلة محاولات الإفراج عنه لأكثر من مرة.