نظام الملالي يعزز قبضة أذرعه الأمنية والإعلامية

أخبار دولية - منذ 1 سنة

نظام الملالي يعزز قبضة أذرعه الأمنية والإعلامية

عين الجنوب / وكالات

[caption id="attachment_9068" align="alignnone" width="300"]نظام الملالي يعزز قبضة أذرعه الأمنية والإعلامية نظام الملالي يعزز قبضة أذرعه الأمنية والإعلامية[/caption]

حظيت المؤسسات العسكرية والإعلامية بشكل خاص وبأمر وتوجيه من نظام الوالي الفقيه برئاسة المرشد الأعلى «علي خامنئي» بزيادة مرتفعة في مشروع قانون الموازنة العام المالي الجديد (2023-204) في الوقت الذي يعاني فيه الشعب الإيراني من وضع اقتصادي ومعيشي سيء للغاية، جراء انتهاكات النظام واستمرار الاعتقالات والإعدامات التي يقوم بها بحق معارضيه، وفشل سياساته الخارجية التي تسببت في فرض الغرب حزمة من العقوبات على طهران خلال السنوات الماضية، تزايدت خلال الأشهر الأخيرة، وتحديدًا منذ مقتل الفتاة العشرينية الكردية «مهسا أميني» على يد شرطة الأخلاق الإيرانية.

عسكرة الموازنة

وهو ما كشفته صحيفة "التايمز" البريطانية في تقرير لها، في 14 يناير 2023، أن ميزانية الحرس الثوري الإيرانية ارتفعت بنسبة 28% وبميزانية تقدر بـنحو 17 مليار دولار، وقد كشفت مصادر مطلعة للصحيفة، أن «خامنئي» وجه 90% من عائدات مجموعة «ياس القابضة» التابعة للحرس إلى فيلق القدس الإيراني أحد أهم الأذرع العسكرية للحرس الثوري، ويقوده «إسماعيل قاآني» خلفًا لـ«قاسم سليماني» الذي قتل في غارة أمريكية يناير 2020.

ووفقًا الموازنة الجديدة، فإن ميزانية الجيش النظام الإيراني ارتفعت بنسبة 36% وبميزانية تقدر بأكثر من 1.22 مليار دولار، في حين بلغت ميزانية الشرطة الإيرانية 1.55 مليار دولار، هذا في الوقت الذي رفع فيه نظام الملالي الميزانية المخصصة لوزارة الاستخبارات الإيرانية بنسبة 52% لتبلغ ما يعادل 500 مليون دولار، وفقًا لـ "التايمز".

زيادة إعلامية

والموازنة الجديدة التي قدمتها حكومة الرئيس الإيراني المحافظ «إبراهيم رئيسي» في 12 يناير 2023، والتي من المفترض أن يبدأ تنفيذها اعتبارًا من 21 مارس الجاري؛ لم تغفل المؤسسات الدينية والإعلامية الموالية للنظام، والتي تعمل على تحسين صورته وقمع أية أصوات معارضة، إذ زادت ميزانية منظمة الإذاعة والتلفزيون بنسبة 42%، وميزانية منظمة الدعاية الإسلامية بنسبة 53%، واعتمادات مقر الأمر بالمعروف بنسبة 33%، وميزانية مخصصة لضريح المرشد الإيراني الراحل «آية الله الخميني» بزيادة 71%، وفقًا لموقع "إيران انترناشونال" المعارض.

ازدواجية الملالي

ورغم الزيادة الهائلة التي حظيت بها المؤسسات الإعلامية والعسكرية، فإن رواتب موظفي الحكومة لم تحظ سوى بنسبة زيادة 20% فقط، وهو يؤكد ازدواجية الملالي الذي لا يهمه أن يعيش الشعب حياة كريمة بها على الأقل مقومات الحياة الرئيسية بقدر ما يريد تنفيذ مخططاته الإرهابية.

الأمر الذي قوبل برفض عارم من قبل الناشطين الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، والذين أكدوا أن هذا النظام الحاكم كل ما يهمه هو الحفاظ على وجوده واستمراره وتنفيذ مخطط "تصدير الثورة"، وعليه فإن دعم أذرعه العسكرية لأنها الأداة التي من خلالها يمكن تنفيذ هذا المخطط من خلال توفيرها لمختلف وسائل الدعم لوكلاء إيران الإرهابيين المنتشرين في المنطقة.

نصيب الأسد

وحول دلالات هذه الزيادة، أوضح الدكتور «مسعود إبراهيم حسن» الباحث المتخصص في الشأن الإيراني، أن الحرس الثوري يحصل دومًا على "نصيب الأسد" من الموازنة الإيرانية، فهو دولة داخل دولة، وهو المهمين على كل الأنشطة الاقتصادية داخل الدولة، ولذلك ميزانيته تفوق ميزانية الدولة ذاتها.

ولفت «إبراهيم حسن» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن الحرس يوجه تلك الميزانية لعدة أنشطة في الداخل والخارج الإيراني، وخاصة الاقتصادية منها لتحقيق مكاسب وثروات طائلة لصالح النظام وليس الشعب، ويوجهها أيضًا لدعم ميليشياته في الداخل المعروفة باسم «صابرون» للمشاركة في أعمال قمع احتجاجات المواطنين وعسكرة الدولة، ومن ناحية، دعم ميليشياته في الخارج.

تلميع صورة المرشد

أفاد «حسن» أن رفع الميزانية المخصصة للمؤسسات الإعلامية، يأتي من منطلق أن الإعلام له دور كبير في الحفاظ على سلطة نظام المرشد من خلال بث أفلام وثائقية ودعائية له، والتغاضي عن نشر الأخبار التي تؤكد أن المرشد وأجهزته العسكرية أيديهم ملوثة بدماء الإيرانيين خاصة المشاركين في الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ سنوات.

وأضاف أن هذه الميزانية تحدد الملامح المستقبلية لنظام الوالي الفقيه، والتي من المتوقع أن تقوم على سياسة صدام مع الشعب الإيراني، خاصة أن المرشد لن يستجيب لمطالب المواطنين بل سيستخدم أساليب أكثر قمعية معهم، خاصة في ظل استمرار احتجاجات الإيرانيين المندلعة منذ سبتمبر الماضي.

[عين الجنوب]

فيديو