تصريحات فاقدة للواقع السياسي تحرّك الشارع الجنوبي وتثير أزمة ثقة مع الحكومة

تقارير - منذ 4 ساعات

عين الجنوب || خاص:
أدلى وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، بتصريحات أكد فيها عدم وجود أي مقترحات فعلية بشأن "حل الدولتين" في اليمن، معتبرًا أن ما يُتداول حول هذا الشأن لا يعكس الواقع السياسي ولا موقف الحكومة الشرعية.

ويطرح هذا الموقف عدة تساؤلات حول البديل المطروح في حال عدم السير نحو حل الدولتين؛ فإذا كانت الوحدة لا بد أن تستمر، فمن هي الجهة التي ستكون معها هذه الوحدة، وفي أي شكل؟
فالعاصمة صنعاء مختطفة بيد جماعة الحوثي، ومأرب بيد الإخوان، وجزء محدود من الأراضي اليمنية يسيطر عليه طارق صالح. فأين هي الشرعية الدستورية التي يفترض أن تتم المحافظة على الوحدة معها؟

لقد تآكلت الشرعية وانتهى وجودها الفعلي، ولم يعد لها حضور سوى شكل صوري يحتفظ به الجنوب مراعاةً لما يسمى بقانون الشراكة، انطلاقًا من تفاهمات إقليمية كمخرجات اتفاق الرياض. أما الحقائق الواقعية على الأرض فتشير بوضوح إلى أن الجنوب أصبح كيانًا مستقلًا يمتلك أرضية صلبة ومؤسسات مدنية وعسكرية متكاملة، ولم يعد ينتظر من يقرر له حقوقه. فالجنوب اليوم قادر على انتزاع حقوقه بنفسه، ولا وصاية عليه من أي طرف.

كما أن احترام ما يسمى بقانون الشراكة لا يعني بأي حال من الأحوال تنازل الجنوبيين عن مطالبهم بإقامة دولتهم المستقلة على أرض وتراب الجنوب. وقد أثارت تصريحات وزير الخارجية استياءً واسعًا في الشارع الجنوبي، وطالب البعض بطرد الوزير من عدن لتصريحاته المريبة والمنافية لاتفاق الرياض، الذي يتعامل مع الجنوب كطرف سياسي كامل الأهلية مكتمل الأركان، له الحق في اتخاذ أي قرارات تخص مستقبله السياسي، وله حضور سياسي ودبلوماسي في المحافل الدولية، مع التزامه بالرؤى والمقترحات المنبثقة عن محيطه العربي في إطار شراكة تضمن حق الجنوبيين في استعادة دولتهم.

وفي المقابل، يضمن هذا الإطار أيضًا حق الشماليين في استعادة دولتهم المختطفة بيد جماعة الحوثي، الجمهورية العربية اليمنية.
من جانب آخر، انتقد المجلس الانتقالي الجنوبي تصريحات الوزير معتبرًا إياها "مسيئة لقضية شعب الجنوب" و"مخالفة للتفاهمات السياسية"، داعيًا الحكومة إلى توضيح موقفها بشكل عاجل.

ويرى مراقبون أن حل الدولتين يمثل المسار الأنسب لإنهاء الأزمة، عبر عودة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بحدود ما قبل عام 1990م وعاصمتها عدن، مع حق الشماليين في استعادة الجمهورية العربية اليمنية أو القبول بالواقع القائم تحت سيطرة جماعة الحوثي والاكتفاء بما تبقى من أراضٍ خارج نفوذها.

أما في الجنوب، فتُعد بقاء الشرعية مرحلة مؤقتة تنتظر اللحظة المناسبة لإعلان الدولة الجنوبية المستقلة على كامل ترابه وعاصمتها عدن.

فيديو