الجنون الإعلامي الشمالي بعد تحرير حضرموت… عندما تسقط الأقنعة

السياسة - منذ 1 ساعة

عين الجنوب ||خاص     

منذ لحظة تحرير حضرموت وانعكاساته الميدانية والسياسية، دخل الإعلام الشمالي في حالة أقرب إلى الهذيان الجماعي، خطابٌ مرتبك، وتناقضات فجة، ومحاولات بائسة لقلب الحقائق، وكأن ما جرى صدمة لم تُحسب حساباتها.

لم يكن هذا الإعلام مستعدًا لرؤية حضرموت آمنة، مستقرة، وبإرادة أبنائها، لأن ذلك يهدم سرديته القديمة التي اعتاشت على الفوضى وتغذية الخوف. فبدل الترحيب باستعادة الأمن وقطع شرايين الفوضى، انطلق سيل من الاتهامات والتخوين، وتحوّل الخبر إلى معركة نفسية، لا غاية لها سوى التشويش.

الخطاب نفسه كشف مأزقه: مرة يصف ما حدث بالمؤامرة، ومرة بالاحتلال، ومرة بالانقلاب، وفي كل مرة يسقط في فخ التناقض. كيف يكون “احتلالًا” اوانقلابا وحضرموت جنوبيه وليست شماليه وماذا سيكون رد فعل الشماليين لو اجتاح الجنوبيين ارض شماليه كما فعلو ا في الجنوب من نهب واحتلال استمر لعقود بعدها استعاد الجنوبيون دولتهم كحق شرعي وقانوني ثم ان أبناء حضرموت هم من طالبوا بالأمن؟ وكيف يُدان الاستقرار بينما تُبرَّر الفوضى حين تخدم أجندات بعيدة عن مصالح الناس؟

الأكثر دلالة أن هذا الجنون الإعلامي لا ينفصل عن خسارة نفوذ حقيقية. فحضرموت، بثقلها الجغرافي والاقتصادي، كانت الورقة الأخيرة التي يلوّح بها هذا الإعلام لابتزاز الداخل والخارج. ومع سقوط هذه الورقة، لم يبقَ سوى الصراخ.

في المقابل، يبرز مشروع واضح المعالم تقوده المجلس الانتقالي الجنوبي، يقوم على تثبيت الأمن، وتمكين المؤسسات، واحترام إرادة السكان. وهو مشروع أزعج مراكز قوى اعتادت تحويل المحافظات إلى ساحات نفوذ بلا دولة.

ولأن الإعلام مرآة من يقف خلفه، فقد انعكس خوف تلك القوى من أي نموذج ناجح خارج عباءتها. فنجاح حضرموت يعني سقوط خطاب “الوصاية”، ويعني أن الجنوب قادر على إدارة شؤونه دون وصي أو وصاية، ويعني قبل كل شيء أن زمن العبث انتهى.

لا يمكن فصل هذا السعار عن محاولة صرف الأنظار عن أصل الأزمة في الشمال، حيث تهيمن جماعة الحوثي وتُختطف الدولة، بينما يُطلب من الجنوب أن يبقى رهينة صراعات لا تخصه. فبدل مواجهة الانقلاب هناك، يُشن الهجوم الإعلامي على كل خطوة جنوبية ناجحة.

الخلاصة أن ما نشهده ليس “تحليلًا” ولا “نقدًا”، بل حالة ذعر مكشوفة. حضرموت تحررت، والأمن عاد، والشارع يرى الفرق. وكلما ارتفع منسوب الاستقرار على الأرض، ازداد الهذيان على الشاشات. وهذا بحد ذاته شهادة للجنوب والجنوبيين على تحملهم وصبرهم وشهاده لخطابهم المنهجي المنضبط امام هذا هذا السيل من الغثاىيه التي خرجت عن المهنيه الاعلاميه والطرح الموضوعي

فيديو