امجد يسلم صبيح

الجنوب في الذكرى الـ31 لفك الارتباط: مشروع دولة مستقلة يكتمل

مقالات - منذ 1 شهر

في مثل هذا اليوم من عام 1994، أعلن الجنوب فك ارتباطه مع نظام صنعاء، بعد أن تحولت الوحدة إلى غزو واحتلال بالقوة، واليوم وبعد 31 عاماً، يقف الجنوب أكثر استعداداً من أي وقت مضى لبناء دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني، مستنداً إلى إرادة شعب لا تقهر، وإلى مقومات واقعية سياسية وأمنية وعسكرية واقتصادية وشعبية لا يمكن إنكارها.

أولاً: بنية سياسية متماسكة وفاعلة

يمتلك الجنوب اليوم مؤسسات سياسية قوية تمثل إرادة الشعب وتدير شؤونه بكفاءة، وعلى رأسها المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد عيدروس الزبيدي، بهيئاته المختلفة من رئاسة مؤلفة من 26 قيادياً من مختلف محافظات الجنوب، إلى جمعية وطنية تشريعية تضم أكثر من 300 عضو، وصولاً إلى قيادات محلية ودورات متخصصة تغطي كافة الجوانب السياسية.

كما أن التمثيل السياسي الجنوبي لم يعد هامشياً، بل بات حضور المجلس الانتقالي ملموساً في مجلس القيادة الرئاسي، وفي المحافل الإقليمية والدولية، ويمتلك شبكة علاقات دبلوماسية ومهارات تفاوضية جعلته طرفاً لا يمكن تجاوزه في أي عملية سياسية.

ثانياً: أمن واستقرار بقوة جنوبية خالصة

على الأرض، استطاع الجنوب أن يؤسس قوة أمنية وعسكرية متطورة، بدءاً من الألوية المنظمة التي تتبع قيادة موحدة، إلى قوات النخبة الحضرمية، والنخبة الشبوانية، والحزام الأمني، ووحدات مكافحة الإرهاب، وكلها أثبتت جدارتها في حماية الجنوب من الإرهاب والانفلات.

الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الجنوبية تعمل بكفاءة، وتؤمّن المدن والمنشآت، وتلاحق خلايا الإرهاب والجريمة، وتعيد الثقة للمواطن بقدرته على العيش في دولة تحميه وتحفظ كرامته.

ثالثاً: ثروات جنوبية… لمستقبل مزدهر

الجنوب ليس فقط قادراً على البقاء، بل على الازدهار. فبموارده النفطية والغازية والمعادن، وأرضه الزراعية، وسواحله الغنية بالثروة السمكية، يملك الجنوب اقتصاداً واعداً. وموقعه الجغرافي الذي يشرف على أهم الممرات البحرية العالمية، يمنحه ميزة استراتيجية فريدة.

هذا إلى جانب بنية تحتية تشمل موانئ بحرية (عدن، المكلا)، مطارات دولية (عدن، سقطرى، الريان)، وشبكات طرق ومنشآت صناعية قادرة على أن تكون نواة اقتصاد دولة نامية وفاعلة في محيطها.

رابعاً: التفاف شعبي يعبّر عن مشروع وطني جامع

الجنوب لا يبني دولته فقط بالمؤسسات والسلاح، بل بأبنائه. لقد شهدنا على مدى السنوات الماضية مليونيات شعبية حاشدة في كل محافظات الجنوب، تُجدد العهد بالمضي نحو استعادة الدولة. جيل جديد واعٍ بهويته وتاريخه، يرفض الهيمنة والوصاية، ويؤمن بالتحرير والاستقلال.

هذا الالتفاف الشعبي ليس مجرد حماسة عاطفية، بل وعي وطني ناضج تم صقله بتجارب الألم والخذلان والصمود.

رسالة الذكرى: لا تراجع، لا التفاف، لا بديل عن استعادة الدولة

في الذكرى الحادية والثلاثين لفك الارتباط، نؤكد مجدداً أن الجنوب ماضٍ بخطى واثقة نحو استعادة دولته المستقلة، بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وبإرادة لا تُكسر. فمشروع الاستقلال ليس خياراً عاطفياً، بل استحقاق وطني مدعوم بالقدرات والمؤسسات، والالتفاف عليه لن يُنتج إلا المزيد من الأزمات.

اليوم، الجنوب ليس مشروعاً مؤجلاً، بل حقيقة تتجلى على الأرض… دولة تنمو في رحم المعاناة، وشعب يصوغ مستقبله بوعي وإرادة، وعلم سيرتفع على جبال ردفان وسواحل المكلا وعدن وسقطرى.

‫#أمجد_يسلم_صبيح‬ 


‫#الذكرى_31_لفك_الارتباط‬ 
‫#الجنوب_يستعيد_دولته‬
‫#المجلس_الانتقالي_الجنوبي‬ 

فيديو