امجد يسلم صبيح

الهوية الجنوبية في وادي وصحراء حضرموت.. انتماء راسخ وإرادة لا تُكسر

مقالات - منذ 14 ساعة

الهوية ليست مجرد كلمات تُقال، بل مواقف تُجسّد، وهذا ما يؤكده أبناء مديريات وادي وصحراء حضرموت في كل مناسبة، وكل فعالية، وكل لحظة فرح أو تجمع شعبي. هم لا يرفعون علم الجنوب عبثًا، ولا يعلّقون صور الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي من باب الزينة، بل يفعلون ذلك عن قناعة راسخة بأنهم جزء حي وأصيل من مشروع وطني جنوبي لا رجعة عنه.

في المطلع السنوي لحارة السحيل بمدينة سيئون، كانت الرسالة هذه المرة أشد وضوحًا وأبلغ تعبيرًا من أي خطاب سياسي. آلاف من أبناء حضرموت توافدوا بقلوبهم قبل أجسادهم، حاملين أعلام الجنوب وصور قياداته، يهتفون باسم الجنوب ويجددون الولاء لقضيته العادلة. مشهد جنوبي صادق لم يكن بحاجة إلى من يشرح معناه، لأن كل تفاصيله كانت تقول: نحن هنا، وهذه أرضنا، وهذه هويتنا، ولن يسمح أحد بتزويرها أو شطبها أو إخفائها.

ذلك الحضور اللافت، والتنظيم الشعبي العفوي، والالتفاف الجارف حول راية الجنوب، لم يكن استعراضًا، بل تأكيدًا أن أبناء الوادي والصحراء يعرفون تمامًا من هم، وأين يقفون، وإلى أين يتجهون. يدركون أن تحرير الأرض يبدأ بتحرير الوعي، وأن التمسك بالهوية الجنوبية هو الخطوة الأولى نحو استعادة القرار والسيادة.

وهم بذلك لا يطلبون حقًّا، بل يستعيدونه. يطالبون بتحرير وادي حضرموت من القوى العسكرية الغريبة المفروضة بقوة الأمر الواقع، ويدعون إلى نشر قوات النخبة الحضرمية، لتكون الدرع الحامي لأرضهم، واليد الأمينة التي تعيد لحضرموت أمنها وكرامتها.

هذه ليست لحظة عابرة في مناسبة اجتماعية، بل موقف سياسي صلب ينبض من الشارع، يحمل في داخله كل الرفض، وكل الإصرار، وكل الوعي الجمعي الذي يقول بصوت واحد:
لا وصاية بعد اليوم، ولا وجود لقوة لا تمثلنا. حضرموت جنوبية.. وستبقى جنوبية، بكل ما تحمله من إرث وموقف ورجال.
‫#حماه_الجنوب_ضد_التضليل‬

فيديو