د.أمين العلياني

الجنوب.. قرارات التمكين تُزلزل عروش المحسوبية وتُشيّد صرح الشراكة الحقيقية

مقالات - منذ 6 أيام

في يومٍ يُحفر بأحرف من نور في سجلّ تاريخ الجنوب التحرري، وفي خطوة هي الأشجع من نوعها، هزّ فخامة الرئيس عيدروس قاسم الزبيدي أركان المشهد السياسي والاداري بقرارات رئاسية جريئة، لم تكن صادمة في جرأتها فحسب، بل كانت معبّرةً أصدق تعبير عن نبض الشارع الجنوبي وهمومه، ومُلبّيةً للحاجة الواقعية التي تقتضيها المصلحة العليا للوطن، تحت شعارٍ واحد: الشراكة.. طريق التمكين.

فلم تكن هذه القرارات مجرد إجراءات روتينية أو تغييرات شكليّة تلميعية، بل كانت بمثابة زلزالٍ إداريٍ وأخلاقيٍ هزّ أساسيات الفساد والمحسوبية، لتبني على أنقاضها صرحاً جديداً من العدالة والكفاءة، مؤسِّسةً لمرحلة جديدة قوامها الدم الشابّ المتدفق حماسةً وولاءً وإخلاصاً للوطن.

لقد أدرك فخامة الرئيس الزبيدي، بحنكته القيادية التي تتسم بالبصيرة النافذة، أن تمكين الشباب ليس شعاراً ترفيهياً تصدح به الكلمات، بل هو شرطٌ أساسيٌ من شروط النهضة، وأرضيةٌ صلبة لا يمكن قيام أي مشروع وطنيٍ حقيقيٍ بدونها. 
إنها الشراكة الحقيقية التي لا تكون بالكلمات المعسولة، بل بالإرادة الفولاذية التي تحطم القيود البيروقراطية والعقلية التقليدية التي كبلت طاقات شعب الجنوب لعقود.

هذه القرارات ليست منّةً ولا هبةً، بل هي استحقاقٌ تاريخيٌ لأبناء الجنوب الأبطال، الذين قدّموا أغلى ما يملكون في معركة الكرامة والتحرير، وهي رسالةٌ واضحةٌ بأن زمن الواسطة والفساد واغتيال الطموح قد ولى إلى غير رجعة، وأن الباب قد فتح على مصراعيه أمام كل كفءٍ قادرٍ على العطاء، كلٌّ في موقعه، ليكون لبنةً صالحةً في بناء الوطن.

إنها إستراتيجيةvisionary تستشرف المستقبل، تضع الإنسان الجنوبي في قلب المعادلة، وتستثمر في عقله وإبداعه، لأنه أغلى رأسمالٍ تمتلكه الأمة، وهو القادر على حمل راية التغيير على وفق قيادة دفة البلد نحو برّ الأمان والازدهار.

فإلى الأمام يا رجال الجنوب الشُّجعان، إلى الأمام يا أبناء عدن وأبين وحضرموت والمهرة ولحج والضالع وشبوة وسقطرى، فقد آن الأوان لتحملوا مسؤولياتكم، وتُظهروا للعالم أنكم جندُ الوطنِ الأوفياء، وأملُه المشرق، وسواعدُه التي ستبنيه من جديد.

فخرٌ لك يا جنوبنا، وقيادةٌ حكيمةٌ تعرف كيف تختطط الطريق، وتُمهّده لأبنائه الأبرار.

فرحة تمكين.. قرارات الزبيدي تُعيد الأمل وتُحيي الشراكة.

فيديو