صالح علي الدويل باراس

الاصرار على تحقيق الهدف: شعر \"الغادر\" و\"الوليدي\"

مقالات - منذ ساعتان

ديناميكيات الداخل في اي بلد تحدد النهايات وتشكل أي ظاهرة سياسية أو وطنية فيها ، وليس ما يريد ان تحدده الكتابات الاستعلائية بان الخارج يفرضه

قال شاعر الملكية \"ناجي بن علي الغادر\" في زامل الملكيين الشهير:

*حيد الطيال اعلن وجوّب كل شامخ في اليمن*
*ما با نجمهر قط لو نفنى من الدنيا خلاص*
*لو امس اليوم ولا الشمس تشرق من عدن*
*والارض تقرع بنار وامزان السماء تمطر رصاص*

في ذات السياق جلجل الشاعر الشعبي الجنوبي \"محمد منصور الوليدي\" يعكس تطلعات الشعب الجنوبي في الاستقلال فيقول من قصيدة له.

*ثوره قرعنا الطبل والمرفـع*
*والشعـب يتقـدم بفرسانـه*
*الشعـب كلـه قالـك بـرع* 
*يا من فقد قـدره وميزانـه*
*اليوم يا شعب الجنوب انزع*
*حقك وجهـز للعمـل زانـه*
*نعيد دولـه والعلـم يرفـع*
*من فوق صيره يوم اعلانـه*

الشعر الشعبي مرتبط بالهوية الوطنية وقضاياها وتطلعاتها عكس الشعر الفصيح الذي يرتبط بهموم الامة.

تحقق ما تنبأ به \"الغادر\" بعد عقود وعاد حكم السلالة بنسخته الحوثية بسبب تجذّر هذا الوعي في مجتمع اليمن وعمق الاستبعاد للفئات الاخرى وهو ما وضع نخب واحزاب اليمن الذين حاربوا الحوثي امام اشكاليتن:

اما ان الحواضن الشعبية موالية للحوثي على قول \"ما بانجمهر قط\" او ان تلك الحواضن \"حتى من مورس ضدهم الاستبعاد\" لاتثق في القوى والقيادات والاحزاب التي قاتلته لذلك عاد حكم السلالة بنسخته الحوثية وتحقق تنبؤ \"الغادر\" وكلا النتيجتين ثابتتين حتى الان.
 
سيتحقق ما تنبأ به الوليدي باعادة دولة الجنوب العربي فالجنوبيون ملتفين حول مشروعهم رغم كل الصعوبات فحين قاتلوا الحوثي لم يكن لهم كيان سياسي قائد بل كانت لهم قضية وطنية قائدة.

الشاعران الغادر والوليدي عبّرا عن حقيقة الوعي الوطني لبلديهما ف\"الغادر\" عكس عقلية الهضبة الطائفية وتحقق ما تنبا به بعد وهم جمهوري زائف دام عقود و\"الوليدي\" عكس اصرار الجنوبيين باعادة دولتهم.


اما العليمي و\"خبرته\"

فممسكين \"المركز القانوني\" ومنتظرين من يسقط لهم اليمن والجنوب العربي على طريقة ذلك الشاعر العاشق الكسلان

سألت الله يجمعني بسلمى
       أليس الله يفعل ما يشاء؟
ويبطحها ويطرحني عليها
   ويدخل ما يشاء فيما يشاء
ويأتي من يحركني بلطف
    شبيه الزق يحمله السقاء
ويأتي بعد ذاك سحاب غيث
        يطهرنا وليس بنا عناء


29 ديسمبر 2025م

فيديو