حضرموت ... الزخم الشعبي يبلغُ ذروته في قلب حضرموت (شبام) ليُضيءُ الشعلة ال(62) لثورة 14 أكتوبر.

السياسة - 5 hours ago

حضرموت | عين الجنوب| خاص .


تستعدُ مدينةُ شبام التاريخية في محافظة حضرموت لاحتضان الفعالية المركزية لإحياء الذكرى الثانية والستين لثورة الرابع عشر من أكتوبر المجيدة.
 الثورة التي أنهت الوجود الاستعماري البريطاني في الجنوب عام 1967، وأسست لمرحلة جديدة في التاريخ السياسي للجنوبيين.

الاحتفال هذا العام يكتسبُ بعداً استثنائياً، إذ يأتي في ظل تحولات سياسية وعسكرية تشهدها الساحة الجنوبية، وفي خضم جهود المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الرئيس القائد/ عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، نحو استكمال "معركة التحرير الأخيرة"، لاستعادة دولة الجنوب بحدود ما قبل 21 مايو 1990م.

• خلفية تاريخية .

إن ثورة 14 أكتوبر 1963 انطلقت من جبال ردفان ضد الاستعمار البريطاني الذي دام أكثر من 129 عاماً، واستطاعت بعد سنوات من الكفاح المسلح أن توحد فصائل المقاومة الجنوبية تحت راية واحدة، لتتوج بالنصر في 30 نوفمبر 1967م برحيل الاستعمار البريطاني من عدن نهائياً وخروج آخر جندي من جنود القوات البريطانية من أرض الجنوب العربي . 
ومنذُ ذلك الحين ظل هذا التاريخ رمزاً للتحرر والسيادة الوطنية، وشاهد على عظمة الإنسان الجنوبي الذي ضحى بروحه ودمه فداءً لوطنه وثأراً لكرامته ، وحباً لحريته وتطلعاً لمستقبل وطنه وشعبه وأجياله ، كما هي أيضاً مناسبة لتجديد العهد على النضال في سبيل الكرامة والاستقلال.

• بعد سياسي معاصر. 

إن الذكرى الـ(62) تأتي هذا العام في ظل تنامي الوعي الجنوبي وتزايد الدعوات لتثبيت "الهوية الوطنية الجنوبية" واستعادة الدولة الجنوبية. 
ويرى مراقبون أن حضرموت بما تمثله من ثقل جغرافي واقتصادي وسياسي، أصبحت محوراً أساسياً في معادلة الجنوب الجديدة التي يسعى المجلس الانتقالي إلى صياغتها في إطار فيدرالي موحد.

وفي هذا السياق كتب المحامي علي ناصر العولقي على منصة "إكس" أن مدن وادي حضرموت تتزين بأعلام الجنوب استعداداً للاحتفال بالذكرى الـ(62) لثورة 14 أكتوبر المجيدة يوم الثلاثاء القادم في مدينة شبام التاريخية" في إشارة إلى الحماس الشعبي المتصاعد في عمق الوادي.

أما الصحفي أمجد يسلم صبيح فقال في تغريدة له: "مدينة شبام حضرموت ستكون على موعد مع جماهير شعبنا الجنوبي في فعالية كبرى تجسيداً لروح الشعب المناضل المدافع عن حقوقه وأرضه وكرامته وثرواته، معاً نحو استقلال الجنوب من باب المندب غرباً إلى المهرة شرقاً."

• رمزية شبام. 

اختيار شبام حضرموت – التي تُعرف بـ"منهاتن الصحراء" بفضل عمارتها الطينية الشاهقة – يحمل رمزية خاصة فهذه المدينة التاريخية تمثل عمق الهوية الحضرمية الجنوبية، وتاريخها الممتد لقرون يعكسُ قدرة أبناء حضرموت على الجمع بين الأصالة والتجديد. 
ويعتبر حضور الاحتفال فيها رسالة سياسية واضحة بأن حضرموت جزء لا يتجزأ من الجنوب، وأنها لن تكون خارج "السرب الوطني الجنوبي"، بحسب ما يؤكده قادة في المجلس الانتقالي الجنوبي.

• دلالات اللحظة. 

تتجاوز هذه المناسبة حدود الاحتفاء الرمزي إلى كونها إعلاناً متجدداً عن التمسك بالمشروع الجنوبي، في وقت تتكثف فيه الجهود لإعادة رسم ملامح المستقبل السياسي للمنطقة. 
ويرى محللون أن المشهد المرتقب في شبام سيكون بمثابة استفتاء شعبي غير معلن على وحدة الصف الجنوبي، ورسالة للعالم بأن الثورة لم تخمد جذوتها ، وأن الجنوب ماضٍ نحو تحقيق تطلعاته الوطنية.

الجنوب اليوم – كما يقول أبنائه – ليس جنوب الأمس، والثورة التي بدأت في ردفان ما تزال تنبض في حضرموت، وفي كل مدينة وقرية جنوبية، حتى تحقيق هدفها الأخير المتمثل بالاستقلال الناجزة والسيادة الوطنية على كامل التراب الوطني الجنوبي من المهرة إلى باب المندب وجزيرة سقطرة