ما هي أساليب إخوان رجب وشيعة الفقيه في تفكيك وهدم إستقرار المجتمعات العربية

تقارير - منذ يومان

مصانع العنف والتضليل في الوطن العربي

عين الجنوب | خاص


في عصر الإعلام الرقمي والتواصل الاجتماعي، أصبح من السهل على القوى السياسية والجماعات المتطرفة التأثير على الرأي العام من خلال المحتوى المضلل والشائعات. تتعدد الأساليب التي يتم استخدامها بشكل ممنهج في إثارة الفتن والانقسامات بين الشعوب والمجتمعات، بهدف تحقيق أهداف سياسية أو استراتيجيات إقليمية. وقد تم تطبيق هذه الأساليب في العديد من المناطق، بما في ذلك مصر، سوريا، الإمارات والمملكة والجنوب، حيث يتم توظيف الإعلام كأداة لتفكيك المجتمعات وخلق العداء بين الأفراد. سنعرض في هذا التقرير بعض الأمثلة البارزة على هذه الأساليب وكيفية تأثيرها على المجتمعات وفقاً لتقارير من إنديك ريسرتش تحت عنوان الإخوان وصناعة الموت، إضافة الى تقارير محلية.

في مصر، كانت الفتن الإعلامية أحد الأدوات التي تم استخدامها ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليه السلطة. فقد تم استغلال الإعلام بشكل واسع من أجل تحريض الرأي العام ضد السيسي، حيث تم ترويج شائعات حول الخيانة. على الرغم لم نفهم عن اي خيانة يتكلمون، ولكن ما يثير الانتباه هو كيف أن هذه الحملات الإعلامية كانت تسعى في الغالب إلى تقويض استقرار البلاد من خلال نشر الانقسام بين فئات الشعب المصري، خاصة بين مؤيدي السيسي ومعارضيه.

الأسلوب المتبع كان يتمثل في استخدام أسماء وهمية لشخصيات أو نشطاء مزيفين على منصات التواصل الاجتماعي، من أجل نشر رسائل تحريضية ضد النظام المصري. تم ترويج هذه الحملات عبر شبكات الإعلام الاجتماعية ووسائل الإعلام الموالية لجماعات الإخوان المسلمين أو التيارات المعارضة، بهدف خلق جو من العداء والتوتر بين الشعب والحكومة. المشكلة ليست في النقد بل المشكلة في طبيعة الإخوان .. كخصم فاجر، وهذا التعبير ليس مبالغة، فحتى وأن تم توفير كل وسائل الراحة للشعب المصري، فلابد أن يكون للإخوان إتجاه معاكس يلبي مصالحهم وليس الشعب، وكأن الشعوب مبنية على نظام جماعتهم فقط. ربما قد يقول القائل مصر دولة تعاني في بعض القطاعات، حسناً لسنا هنا مخولين للدفاع عن الحكومة والإسهاب في إنجازات السيسي، لكن ماذا عن الإمارات، دولة الإمارات قدمت لشعبها أفضل نموذج، ومع ذلك لم يعجب الإخوان بل حاولوا الإنقلاب فيها، مما جعل حكومة الإمارات تعاديهم حتى هذه اللحظة، ليس فقط في الامارات بل حتى خارج حدودها.

وفي سوريا أيضاً، إعلام الإخوان الذي يدعم القوات الموالية لتركيا في إطار الصراع المستمر في البلاد. ومن أبرز هذه الشخصيات الذي يتم إبرازه بشكل مهول رغم تاريخه الموثق مع الجماعات الإرهابية وهو أحمد الشرع (الجولاني) قائد هيئة تحرير الشام الموالية لتركيا، بعد سقوط نظام الأسد في سوريا. منذ أن بدأت الهيئة في توسيع نفوذها، تم استخدام الإعلام لترويج صورة شرعية ومقبولة لأحمد الشرع في محاولات لتحسين صورته أمام الرأي العام المحلي والدولي، من أجل أن تضمن تركيا نجاحه امام المجتمع الدولي تحاول بقوة إظهاره كشخصية معتدلة وقائد المرحلة ورجل دولة، حسنا لن نتكلم عن تاريخه مع داعش في سوريا وفظائع التنظيم ضد الشعب السوري، لكن ماذا عن قوات سوريا الديمقراطية، ماذا عن الاكراد ألم يكونوا شركاء في السلاح من اجل حرية سوريا!. بالطبع لا، في نظام الإخوان، من كان منتمي لجماعتنا فهو ملاك الله في الارض، وغيره شياطين بلباس الإنس، السؤال، ما هو معيار الإخوان، هل حب الوطن، الولاء للدين، ام التنظيمات السرية او الارهابية مثل داعش في العراق والشام والقاعدة في الجنوب، الواضح من المثالين السابقين، أنهم فقط يطبقون معيار هذا من شيعتنا بغض النظر كان متطرفاً مثل الشرع ام علمانياً مثل رجب أو فاسداّ مثل حميد وهذه ليس من شيعتنا وإن كان ناجحاً مثل حاكم دولة الإمارات وملك المملكة الشاب، او مخلصاً لبلده مثل السيسي رغم التحديات.

ففي هذا السياق الخاص بسوريا، كان يتم نشر القصص المضللة عبر وسائل الإعلام التي تدعم الهيئة، مثل الترويج لنجاحاتها العسكرية أو تحسين الوضع الأمني في المناطق التي تسيطر عليها، بينما يتم تجاهل الانتهاكات أو الاستغلال السياسي الذي تقوم به الهيئة من خلال ربطها الوثيق بتركيا. في المقابل، كان يتم الهجوم العنيف على أولئك الذين ينتقدون هذه التحركات، مما يساهم في خلق انقسام داخلي بين الجماعات السورية، بما في ذلك بين المؤيدين والمعارضين لتركيا، مثل قسد والأكراد.

وليست الامثلة فقط في سوريا ومصر بل أيضاً في الإمارات والمملكة العربية السعودية، والوتر الذي يلعبون عليه هو التطبيع مع إسرائيل والذي يعد أحد القضايا التي شهدت حملة إعلامية مكثفة، حيث تم توجيه هجوم إعلامي واسع النطاق ضد الإمارات والمملكة في سياق التطبيع مع إسرائيل. لكن الغريب في الأمر هو أن الإعلام الإخواني قد ركز بشكل كبير على الإمارات والمملكة العربية السعودية فيما يتعلق بهذا الموضوع، بينما الأردن، الذي يعد من أكثر الدول تطبيعاً مع إسرائيل لم يتم تسليط الضوء عليه مطلقاً، ايضاً قطر منبر الإخوان وتركيا اللتان تبطنان ما لا يظهران، وثائق أكدت تطبيع فاق مستوى المملكة بمراحل، البحرين، المغرب. هذا ليس دفاعاً عن الإمارات والمملكة، ولكن تساؤل يحتاج الى إجابة.

هذا التفاوت في التغطية الإعلامية يعكس مفارقات كبيرة في كيفية استخدام الإعلام لأغراض سياسية: يتم تصوير الإمارات والسعودية على أنها الخائن للقضية الفلسطينية، بينما يتم تجاهل أهمية التطبيع الأردني والتركي مع إسرائيل. هذه المفارقة تعكس كيف يمكن الإعلام أن يكون أداة لتوجيه الرأي العام حسب الأجندات السياسية والضغوط الإقليمية، فالإمارات والمملكة هما أكثر دولتان ثراءاً، ولهذا هم طامعون بمهاجمتهما بعكس الإردن التي لا تمتلك أي موارد او تركيا وقطر راعي برنامج الإخوان، أو ربما لأن ملك الاردن من آل الفقيه بعكس الملوك العرب الآخرين.

إضافة الى هذه الإمثلة المحيرة يأتي سياق الجنوب، حيث تبرز أساليب الإعلام المضلل بشكل جلي، يتم فيها أستخدام الإعلام لإثارة الفتن بين أبناء مختلف المحافظات الجنوبية. في هذا السياق، يتم نشر مواضيع جاهلية وشائعات عبر منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الموالية للإخوان والحوثيين، بهدف زرع الشكوك بين الناس وتفكيك النسيج الاجتماعي في المنطقة. وفيها يتم اختلاق شخصيات جنوبية مزيفة أو توجيه الرسائل على لسان هذه الشخصيات لإحداث انقسام بين الجنوبيين، أو بين المكونات الجنوبية

الهدف من هذه الحملات الإعلامية هو إثارة الصراعات الداخلية في الجنوب، مما يؤدي إلى إضعاف قدرة المجتمع الجنوبي على مواجهة التحديات المشتركة، سواء كانت ضد الحوثيين أو القوى السياسية التي تسعى للهيمنة على الجنوب مثل الإخوان وفي ظل غياب الوعي الكافي لدى بعض فئات المجتمع، يصبح من السهل استغلال هذه الفتن وتحويلها إلى صراعات داخلية لا تخدم إلا الطامعين في السيطرة على المنطقة، وعندما نقول طامعين، نعني ذلك بكل ما تحمله الكلمة من معنى.

وهنا من الجدير بالذكر هو قصة الإمبراطور الذي بنى سور للصين العظيم، على الرغم من بناءه اعظم أعجوبة في العالم، كانت الصين أكثر دولة يتم إختراقها وغزوها، هل بسبب ضعف السور، بالتاكيد لا، بل بسبب عدم إستثمار الصين في الوعي الداخلي. كانت الجيوش تذهب لحامية السور ومقابل رشوة يتم فتح ابواب السور لهم لغزو الشعب وهذا حصل في الغزو المغولي.

ومع تطور الوسائل لم يعد الامر يتطلب غزواً عسكرياً، بل أصبح الإعلام وسيلة أقل تكلفة ولكن أكثر ضرراً، فإستثمار الإخوان في الإعلام هو وسيله أصبحت رئيسية في حروبهم ضد خصومهم، ومهما عمل هؤلاء الخصوم لتلبيه كافة طلباتهم فلن يرضيهم الا أن تكون شيعتهم هم ولاة أمر الشعوب.

ما يجمع هذه الأساليب الإعلامية في مصر وسوريا والجنوب هو الهدف المشترك الذي تسعى إليه القوى المتورطة في نشر المحتوى المضلل وهو إحداث الفوضى والانقسام في المجتمعات، سواء كان ذلك من خلال إثارة الصراعات بين الأفراد أو تحريض المجتمعات على العنف. في حالة الجنوب، على سبيل المثال، فإن نشر الكراهية بين أبناء المحافظات الجنوبية يهدف إلى تقويض استقرار المنطقة،مما يسهل على الخصوم الإقليميين مثل تركيا وقطر تحقيق مصالحهم على حساب شعب الجنوب، فالإخوان لا يتصدرون رأس الحل في السياسة ولا حتى الإقتصاد، بل يرتبطون بقضايا الإستغلال التضليل وإثارة الصراعات والإضطرابات حتى في أكثر الدول رفاهية وإستقراراً، يقومون بإستغلال الشعب نفسه للقيام بذلك وإضعاف نفسه بنفسه. وهذا ما يحصل حالياً في سوريا، يتم تلميع هيئة تحرير الشام للقيام بالدور التركي، وشيطنه بقية الفصائل، واذا أستمرت هذه الأساليب الإخوانية لمحاولة كسب دعم الشعب السوري لوكيلهم في المنطقة، فلا يمكن ان نتوقع أن تخرج سوريا من أزمتها مطلقاً.

أما في مصر، فإن الإعلام المضلل يعزز الشرخ الاجتماعي والسياسي بين أطياف المجتمع، ويؤدي إلى إضعاف الجبهات الداخلية في مواجهة القوى الخارجية او حتى الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية. هذه الأنماط الإعلامية تتجاوز الحدود الوطنية، وتعمل على خلق إضطرابات بالوكالة داخل كل دولة، وهو ما يعكس كيف يمكن للإعلام أن يكون أداة مدمرة إذا تم استخدامه لأغراض غير أخلاقية كما يفعل الإخوان في الدول العربية المستقرة.

التهديد الذي تمثله هذه الأساليب الإعلامية لا يقتصر على مصر أو سوريا أو الإمارات والمملكة والجنوب فقط، بل هو تهديد عالمي وصل عمق أوروبا في ظل عالم أصبح فيه الإعلام أداة قوية في يد القوى السياسية. ولا بد من الوعي الجماعي في كل من هذه الدول، وكذلك في المجتمعات العربية بشكل عام، بمخاطر الإعلام المضلل الذي يسعى إلى تفتيت المجتمعات. يجب أن تكون هناك مبادرات قانونية وأخلاقية لمحاسبة أولئك الذين يقفون وراء هذه الحملات الإعلامية، والعمل على تعزيز التعليم والوعي الإعلامي لتفادي الانجرار وراء الفتن التي لا تخدم سوى المصالح الشخصية والفئوية للطامعين في المنطقة ونشير هنا الى حزب الإخوان بالدرجة الأولى ثم شيعة الفقيه.

هذا الدعوة للمحاسبة وتطبيق القانون، ليست ضد حرية التعبير وليست إنتهاكاً لحقوق الإنسان، بل جانب هام لتعزيز الشفافية والمساءلة، في الولايات المتحدة الأمريكية يمكن نشر أي محتوى إعلامي، لكن يجب أن يستند الى دلائل وان يكون المحتوى خاضع لسلامة المجتمع ولا ينتهك حقوق الأفراد، وفي حالة تم خرق ذلك يتعرض الأشخاص للتحقيق والمساءلة القانونية، سواء كنت تعمل في شركة إعلامية سياسية مستقلة او حكومية، القانون وسلامة المجتمع فوق الجميع في دولة هي أم الديمقراطية والحرية، لكن ما يفعله الإخوان ربما ليس الجميع ولكن القطاع الإعلامي خاصة في في الوطن العربي يتعارض مع كل المبادىء والقوانين الإنسانية والإعلامية، وما يجعل محاسبتهم وتتبعهم أكثر صعوبة هو إستخدامهم لأسماء مزيفة وغير حقيقية، لذا يبقى الحل في هذه المرحلة هو الإستثمار في الوعي والتعليم.

فيديو