الجنوب في مواجهة لوبي الإحتلال اليمني

السياسة - منذ 15 يوم

عين الجنوب| تقرير - خاص

في  الجنوب العربي، حيث تزخر الأرض بالثروات النفطية والمعدنية التي أصبحت محل أطماع يمنية لعبت فيه وإستغلته أسوأ إستغلال منذ الوحدة القسرية وحتى الآن، والتي يفترض أن تشكل عصب الاقتصاد الوطني والدافع الأكبر نحو التنمية. وسط هذا النهب التي طال مقدرات شعب الجنوب وبتواطؤ خارجي، تعلو أصوات شعب الجنوب مطالبة بتحرير  موارد الوطن من قبضة لوبي الفساد. هذه الأصوات الشعبية تعكس سنوات من المعاناة والاستنزاف الذي تعرضت له موارد الجنوب، في ظل سيطرة قوى متنفذة تهيمن على القطاع النفطي دون اعتبار لمصالح السكان الجنوبيين أو التنمية الشاملة التي يستحقها شعب الجنوب الصامد بجدارة.

الفساد والنهب الذي ينهش القطاع النفطي في الجنوب منذ ثلاثة عقود لا يمكن النظر إليه بمعزل عن تأثيراته المباشرة على حياة المواطنين. فعلى الرغم من أن الجنوب يُعد احد أغنى الدول بالموارد الطبيعية، فإن مظاهر الفقر والخدمات المتدهورة تنطق بحقيقة واضحة وضوح الشمس؛ الثروة لا يعلم أحد أين تذهب، وتبقى العائدات بعيدة عن أي تأثير إيجابي ملموس في حياة الناس. الصراع الدائر ومحاولات الهيمنة على موارد الجنوب تبرر حرب الخدمات المفتعلة حيث هناك، أزمة كهرباء ومياة، خدمات أساسية غائبه، والبطالة ترتفع بين الشباب في ظل الفساد الممنهج الذي يطال مقدرات الجنوب حتى الآن.

هذه الوضعية المأساوية دفعت الشعب الجنوبي وستظل تدفعه إلى المطالبة بحقوقه المشروعة في إدارة موارده. الأصوات الشعبية تؤكد أن بقاء هذا القطاع الهام تحت سيطرة لوبيات الفساد يعني استمرار استنزاف الثروة دون أي مردود يُذكر على الجنوب وأبنائه. هم يدركون أن التحرر من هذه الهيمنة هو حق أصيل يعكس إرادة الشعب الجنوبي في استعادة السيادة على موارده الطبيعية، وفرض الشفافية والمحاسبة على كل الجهات المتورطة في الاستغلال غير العادل لهذه الثروة الجنوبية.

المطالب الجنوبية تستند إلى منطق حقوقي وإنساني وتاريخي. فمن غير المقبول أن تكون الشركات النفطية في الجنوب تعمل وفق عقود واتفاقيات مشبوهه ومجحفة لم تحقق أي فائدة للمجتمع الجنوبي ماضياً، وحاضراً. هذه الاتفاقيات غالباً ما تُبرم في ظل غياب الرقابة الحقيقية، ما يفتح المجال واسعاً أمام الفساد وسوء الإدارة وبدعم خارجي. النتيجة الحتمية لهذا الوضع هي حرمان الأجيال الحالية والقادمة من حقوقها في موارد يفترض أن تكون الأساس لبناء اقتصاد قوي ومزدهر.

لكن هناك إدراك متزايد بين أبناء الجنوب أن تحرير والسيطرة على كل موارد الوطن الجنوبي هو خطوة لإنهاء الفساد المتجذر منذ الوحدة القسرية، وأيضاً وسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة التي يستحقها هذا الشعب العظيم. تحرير هذا القطاع يعني استعادة الموارد التي يجب أن تُستخدم في تحسين الواقع المزري الذي صنعته قوى الإحتلال اليمني ظلماً وعدواناً وتعدياً منذ حرب 94 وحتى الآن.

فيديو