سيادة اللواء البحسني جهود على الأرض وثوابت وطنية

تقارير - منذ 13 ساعة

إضاءه حول تحركات سيادة اللواء فرج البحسني

عين الجنوب | تقرير - خاص


في مدينة المكلا، وسط الحراك السياسي والتنموي الذي تشهده حضرموت، يبرز اللواء الركن فرج سالمين البحسني كواحد من الشخصيات الفاعلة التي تسعى لتحقيق التغيير الإيجابي في المحافظة، سواء من خلال دوره كنائب لرئيس المجلس الانتقالي الجنوبي أو عبر جهوده المستمرة في مكافحة الفساد وتعزيز الأمن والاستقرار.

حديث اللواء البحسني عن الفساد تجلى في تحركاته الميدانية ولقاءاته مع مختلف هيئات المجلس الانتقالي الجنوبي بحضرموت. فقد أكد خلال لقائه بأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس المستشارين والقيادات المحلية بالمحافظة ومديرية المكلا، أن الفساد يشكل عائقاً كبيراً أمام التنمية، ويؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين، الأمر الذي يتطلب تضافر الجهود بين جميع الأطراف، بما فيها القوى السياسية والمجتمعية والقبلية، لمواجهته والحد من انتشاره. لم يكتف البحسني بالكلام، بل كشف عن ملفين للفساد في حضرموت، واتخذ إجراءات قانونية بشأنهما، ما يؤكد الحزم في التصدي لهذه الآفة التي تنهك مقدرات المحافظة.

وفي حديثه أمام ممثلي الهيئات الانتقالية، شدد على ضرورة أن يكون الجميع عيناً ساهرة على مصالح حضرموت، من خلال مراقبة أي أنشطة مشبوهة والإبلاغ عنها، تحقيقاً لمبدأ الشفافية والعدالة. هذه الخطوة تأتي في سياق توجه أوسع لتعزيز العمل المؤسسي في المجلس، حيث أبدى البحسني دعمه لرئيس الهيئة التنفيذية للمجلس بحضرموت، داعياً الجميع للالتفاف حوله، تقديراً لمواقفه الوطنية الثابتة ونضاله المستمر من أجل قضية شعب الجنوب. كما حث على توسيع دائرة الحوار مع مختلف المكونات السياسية والمجتمعية، والعمل وفق مبدأ القبول بالآخر والتعاون المشترك، بما يخدم تطلعات أبناء حضرموت، مع الحفاظ على ثوابت المجلس الانتقالي الجنوبي.

اللواء البحسني يسعى لأن يكون المجلس نموذجاً يُحتذى به في العمل الوطني، من خلال تنفيذ مبادرات تخدم المجتمع، ودعم الفئات الشابة عبر إشراكهم في اللجان التنظيمية، وفتح المجال أمامهم ليكونوا جزءاً من عملية البناء. هذه الرؤية تنسجم مع الإنجازات السياسية التي حققها المجلس الإنتقالي في ظل ظروف معقدة، بفضل صمود المناضلين وتضحيات الشهداء، حيث شدد البحسني على ضرورة استمرار العمل الثوري وزرع روح النضال في الشباب، لمواجهة التحديات بروح الأمل والتفاؤل، بعيداً عن دعاوى اليأس والاستسلام التي يحاول البعض نشرها.

وفي سياق حديثه عن الأمن والاستقرار، ذكّر البحسني بالحاجة إلى وحدة الصف خلف القيادة السياسية للمجلس، ممثلة بالمناضل عيدروس الزبيدي ونواب رئيس المجلس وكافة القيادات، داعياً الجميع إلى الالتزام بمبدأ احترام القيادات العليا وتنفيذ توجيهاتهم، لما فيه مصلحة الجنوب وحضرموت على وجه الخصوص. كما أشار إلى قرب حلول الذكرى السنوية لتحرير ساحل حضرموت من تنظيم القاعدة في 24 أبريل 2016، مؤكداً على أهمية استحضار تضحيات قوات النخبة الحضرمية، وتعزيز العلاقة معها ومع الأجهزة الأمنية، لضمان استقرار الأوضاع ورصد أي تحركات مشبوهة قد تهدد الأمن العام.

وفي هذا السياق، أشاد البحسني بجهود التحالف العربي، وخاصة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وشدد على ضرورة الوفاء عبر تعزيز الشراكة مع دول التحالف، والاعتراف بدورها المحوري في دعم استقرار الجنوب.

علاوة على ذلك لم يكن الأمن ومكافحة الفساد هما المحورين الوحيدين في أجندة اللواء البحسني، بل كان الاقتصاد والتنمية حاضرين بقوة في رؤيته لحضرموت. ففي إطار اهتمامه بدعم القطاعات الحيوية، أعرب عن فخره بالإنجازات التي تحققت في شركة بترو مسيلة، خاصة التشغيل المبدئي لوحدة تكرير زيت الوقود الثقيل (المازوت)، وهو مشروع استراتيجي سيسهم في تقليل استنزاف العملة الصعبة عبر تقليص الحاجة لاستيراد الوقود لمحطات الكهرباء. كما أشاد بالدور الكبير الذي تلعبه الشركة في دعم الاقتصاد الوطني، وتوفير الوقود المدعوم للمرافق الحيوية في حضرموت، إلى جانب تشغيل وصيانة محطة كهرباء وادي حضرموت الغازية، الأمر الذي يعكس نجاح الشركة في تجاوز التحديات وتحقيق إنجازات ملموسة رغم الظروف الصعبة.

تقدير البحسني لجهود شركة بترو مسيلة جاء في إطار رؤية متكاملة لتطوير القطاعات الحيوية في حضرموت، وتعزيز دور الشركات الوطنية في دعم الاقتصاد والاستقرار. وهذا ما دفعه إلى تكريم العاملين في الشركة، تقديراً لدورهم الريادي في تحقيق هذه النجاحات، مؤكداً أن هذه الإنجازات تعكس إرادة أبناء حضرموت في تحويل التحديات إلى فرص للنمو والتطور. ولم يغفل البحسني الجانب التعليمي والتدريبي في مساعيه للنهوض بالمحافظة، حيث دشن الفصل الدراسي الثاني للدفعتين الثانية والثالثة من القسم العام بكلية الشرطة بحضرموت، في خطوة تهدف إلى تعزيز قدرات الكوادر الأمنية، ورفع مستوى التدريب والانضباط. وأبدى إعجابه بالمستوى المتقدم الذي وصل إليه طلاب الكلية، خاصة من خلال العرض العسكري الذي قدموه خلال التدشين، والذي عكس مدى الجاهزية القتالية التي يتمتعون بها. وأكد أن هذه الكلية، رغم ظروف إنشائها الصعبة، باتت اليوم صرح تعليمي مهم، يسهم في تأهيل كوادر قادرة على حفظ الأمن والاستقرار.

في حديثه مع الطلاب، شدد البحسني على ضرورة أن يكونوا نموذج للانضباط والاحترافية في أداء مهامهم المستقبلية، وأن يسعوا لتطوير وحداتهم الأمنية، بما يخدم المجتمع ويعزز الاستقرار. كما كشف عن خطط مستقبلية لتطوير الكلية، من خلال إدخال تخصصات جديدة مثل الأمن السيبراني والجرائم الإلكترونية، لمواكبة التطورات الحديثة في المجال الأمني. مبدياً استعداده لتقديم منح دراسية عليا لأعضاء هيئة التدريس، لضمان استمرارية التطور الأكاديمي في الكلية.

هذه التحركات والجهود المتواصلة تعكس رؤية متكاملة للواء الركن فرج سالمين البحسني، الذي يعمل على عدة جبهات، سواء في مكافحة الفساد، أو تعزيز الأمن، أو دعم الاقتصاد والتنمية. وهو بذلك يجسد نموذج القيادة المسؤولة، مستلهماً من تضحيات أبناء حضرموت، ومدفوعاً بإرادة صلبة لتحقيق مستقبل أفضل.

فيديو