مجلس القيادة الرئاسي تصريحات خاوية وتآمر مستمر

تقارير - منذ 16 يوم

عين الجنوب || تقرير - خاص:

في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية في العاصمة عدن، خرج رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي من أحد الفنادق ليؤكد أنه (يتفهم) المطالب التي دفعت المواطنين للنزول إلى الشارع. لكن، هل يكفي هذا التفهم لحل أزمة تتفاقم بسبب حكومته؟ هل يمكن للكهرباء أن تعود لمجرد أن رئيس مجلس القيادة النازح يتفهم؟ هل سيتوقف انهيار العملة بمجرد أن الحكومة تعي حجم الكارثة؟  

لقد وصل المواطن الجنوبي إلى مرحلة لم يعد فيها التفهم والتبرير يجدي نفعاً. الناس لا يريدون بيانات تضامن، بل قرارات حقيقية تعيد لهم أبسط حقوقهم في العيش الكريم. حين تنقطع الكهرباء لساعات طويلة، وتلتهم الأسعار ما تبقى من راتبه الزهيد، فإن التصريحات الدبلوماسية لن تكون سوى إضافة جديدة لسلسلة الوعود غير المنجزة التي أنتهجتها أحزاب اليمنية.

منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، عبر حسابات غير عملية كانت نوايا الرعاة هو إدارة الأزمة وليس ايجاد حلول جذرية، فبدلاً من وضع حد للأزمات المتراكمة، الأمور لم تزد إلا سوءاً، والصبر الشعبي بدأ ينفد. تفهم القيادة لم يعد مطمناً، فحتى بن دغر زعيم منظومة الفساد السابقة وزعيم أحزاب اليمنية يحاول تقديم نفسه مدفوعاً لركوب الموجه التي يبدو أنه تم الأعداد لها مسبقاً عبر رفع معاناة المواطن الجنوبي وحصاره، لكن الفارق أن بن دغر وشلته لا تملك قرار تحسين الأوضاع هنا ولن تستطيع فالشعب الجنوبي يعرف من يتبع وما هي أجندته، بينما رجل الفنادق وحكومته تملك القرار ولكنها لا تتحرك بالشكل المطلوب، ربما تمهيداً لمن يحاول الركوب على الموجه.

ومع ذلك، الاحتجاجات المطلبية السلمية يجب أن تبقى في إطارها الحضاري، لأن الجنوب الذي ناضل بوعي وسلمية يعرف أن الفوضى ليست الحل، وأن استغلال معاناة الناس لتحقيق أجندات أخرى لن يخدم سوى القوى التي تتربص به. الحفاظ على الأمن والاستقرار هو مسؤولية الجميع، ولكن المسؤولية الأكبر تقع على الحكومة وفشلها والتي صنعت هذا الوضع لخدمة الحوثيين والجماعات الإرهابية أعداء شعب الجنوب أكثر مما يخدم أي طرف آخر.  

المطالب ملزمة بحلول فورية وعاجلة، كهرباء لا تنقطع، وخدمات صحية وتعليمية ورواتب وقرارات تعيد الحياة لشعب الجنوب المحاصر. إذا كان (التفهم) عادة حكومة التآمر هو أقصى ما تستطيع حكومة العليمي وبن مبارك تقديمه، فإن القادم سيكون فرض مصالح الشعب الجنوبي لأن الناس لم تعد تحتمل المزيد من الوعود التي لا تتحقق، ولا تستطيع العيش على بيانات التعاطف والتفهم بينما معاناتها تزداد يوماً بعد يوم، خدمة لأجندة منظومة أرهابية تتربص بالجنوب وشعبه منذ بدء تشكيل هذه الحكومة التي لم يعد شعب الجنوب يحتمل تواجدها ومطالباً برحيلها أكثر من أي وقت الآن وقبل كل شي.

فيديو