الذكرى الثامنة والخمسون للشهيد

تقارير - منذ 12 يوم

ملحمة شعب الجنوب تتجدد

عين الجنوب | تقرير - خاص


تمثل الذكرى الثامنة والخمسون محطة ملهمة في مسيرة النضال الوطني الجنوبي، حيث نستذكر فيها قوافل الشهداء الذين ارتقوا في سبيل الدفاع عن أرضهم وتاريخهم وعقيدتهم ودولتهم. من قرن الكلاسي إلى الشيخ سالم والطرية وسلا بأبين، ومن باب غلق وهجار إلى شخب والفاخر ويعيس والعود في الضالع، ومن كرش وطور الباحة في لحج، إلى نصاب وجردان وميفعة وبيحان في شبوة، تشهد هذه المناطق على تضحيات رجال شعارهم عهد الرجال للرجال، وهبوا أرواحهم للدفاع عن وطنهم ومشروعهم التحرري.  

النضال الجنوبي هو امتداد لمسيرة طويلة من المقاومة ضد مختلف أشكال الاحتلال والإرهاب. فمنذ انطلاق ثورة 14 أكتوبر المجيدة، سطر أبناء الجنوب بطولات خالدة ضد الاستعمار البريطاني، وها هم اليوم يجددون العهد بمواجهة كل من يحاول فرض واقع مغاير على إرادة الشعب الجنوبي. واليوم، تقف القوات الجنوبية بكل صلابة، تحمل إرث الأجداد وتدافع عن المكتسبات التي تحققت بدماء الشهداء. في جبهات القتال، وميادين العزة والكرامة، حيث تجسدت البطولة في أبهى صورها عبر صمود الأبطال على كافة حدود محافظات الجنوب.  

وفي ظل الأوضاع الراهنة، يبرز الجيش الجنوبي كقوة صلبة، مدعوماً بإرادة شعبية واسعة، ومتمسكاً بحقه في الدفاع عن الجنوب وحمايته من أي تهديدات داخلية أو خارجية. وعلى الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية المدفوعة إلا أن عزيمة شعب الجنوب لم تتراجع، بل زادتهم إصرار على تحقيق الهدف المنشود. فكل نقطة دم سالت في ميادين القتال هي درس وتذكير على أن شعب الجنوب لن يكون إلا لأبنائه من المهرة الى باب المندب ولن يقبل أنصاف الحلول أو المشاريع المشبوهه التي لا تتوافق مع تطلعاته الوطنية. فقضية شعب الجنوب أصبحت واقعاً تدعمه تضحيات أبناءه الذين ارتقوا على هذه الأرض، ورسموا بدمائهم حدود ارضهم ودولتهم.  
  
في هذه الذكرى التي نستلهم فيها نضال شعب الجنوب عبر التاريخ يتجدد العهد مع الشهداء بأن تظل رايتهم مرفوعة، وأن يستمر الكفاح حتى تحقيق الأهداف التي ضحوا من أجلها متمثلة في إستعادة دولتهم الجنوبية كاملة السيادة. ودماء الجنوبيين لن تذهب عبثاً، ومسيرة التحرير ستظل مستمرة حتى تحقيق كامل الحقوق المشروعة والتاريخية لشعب الجنوب. إن الوفاء للشهداء يستوجب إحياء ذكراهم، والعمل الجاد على تحقيق الاستقلال الاقتصادي والسياسي لشعبه، وتعزيز الأمن والاستقرار، والتأكيد على حق الجنوب في تقرير مصيره بعيداً عن أي ضغوط أو إملاءات خارجية تعطل مشروعه الراسخ والوطني. في الذكرى الثامنة والخمسين للشهيد، يثبت الشعب الجنوبي مرة أخرى أن تضحيات أبنائه هي الأساس الذي يبنى عليه المستقبل. في كل جبهات القتال والنضال والكفاح الوطني، يصدح صوت الجنوب، معلناً أن شعبه لن يركع، وأن كل شهيد سقط، قد زرع في أرضه بذرة النصر القادم.

فيديو