الوعي الشعبي الجنوبي ومحاولات قوى اليمن لضرب إستقراره من الداخل

تقارير - منذ 10 أيام

عين الجنوب || تقرير - خاص:

بينما تتعاظم محاولات إغراق الجنوب في الأزمات المفتعلة في ظل تخادم واضح لقوى الإرهاب الإخواني وميليشيا الحوثي ضد شعبنا وقضيته الوطنية العادلة والذي حذرنا مراراً وتكراراً من إنتهازيته عبر دراسه مسيرته المشبوهه، تبرز الآن أهمية الاصطفاف الوطني والوعي الشعبي كركيزتين أساسيتين في مواجهة التحديات التي تهدف إلى كسر إرادة شعبنا الجنوبي وثنيه عن تحقيق تطلعاته المشروعة. إن القوى التي تعادي مشروع شعب الجنوب الراسخ والثابت تحاول جاهدة ضرب صفه وإستقراره الداخلي معيدة سيناريوهات لأساليب إحتلالية بطرق مارقة، لكن الوعي الجماعي وإلايمان العميق بعدالة قضية شعب الجنوب واستعداده للتضحية من أجلها هي الفيصل.

التجربة التاريخية أثبتت أن شعب الجنوب لم يحقق انتصاراته إلا حين كان على كلمة واحدة. فمنذ انطلاق الحراك الجنوبي السلمي ضد نظام عفاش، ثم مقاومة الاحتلال الحوثي والميليشيات الإرهابية، وصولاً إلى بناء المؤسسات السياسية والعسكرية التي تحمي الجنوب اليوم على طول إمتداد جبهات القتال، كان الاصطفاف الشعبي والوطني هو القاسم المشترك في كل هذه المراحل. واليوم، مع تعاظم التحديات وتكالب القوى اليمنية، أصبح من الضروري تعزيز هذا الاصطفاف كحائط صد أمام محاولات إضعاف الجنوب من الداخل. القوى التي تحاول إستغلال كل منعطف، تدرك أن ضرب إستقرار الجنوب وإثارة الفوضى هو السبيل الوحيد لتمرير مشاريعها التي تهدف إلى إبقاء الجنوب في حالة من عدم الاستقرار. ومن هنا، فإن التكاتف خلف المجلس الانتقالي الجنوبي، كحامل سياسي لقضية الجنوب والمفوض شعبياً، هو ضرورة استراتيجية تفرضها طبيعة المرحلة الراهنة. فالواقع خير شاهد على الكم الهائل من محاولات التشويه والتضليل وإثارة الفتن عبر خلايا وشبكات يمنية، لكن قواتنا الجنوبية كانت ولا زالت هي الحصن الذي تكسرت امامه هذه المحاولات الخبيثة.

فحربهم ضد الجنوب وشعبه لم تقتصر على المواجهة العسكرية، بل أتخذت أشكالاً متعددة، أبرزها الحرب الاقتصادية، التي تهدف إلى إنهاك الشعب وإشغاله بلقمة العيش حتى يفقد بوصلته السياسية. لقد رأينا كيف يتم التلاعب بالملف الاقتصادي والخدمي، وافتعال الأزمات المعيشية بهدف خلق حالة من الغضب الشعبي تمكنهم من حرفها عن مسارها الحقوقي الى إثارة الفوضى وضرب الإستقرار والانسياق خلف دعايات مضللة تحاول ضرب مشروع شعب الجنوب ممثلاً بالمجلس الإنتقالي الجنوبي

لكن رغم كل هذه المحاولات، أثبت الشعب الجنوبي أن وعيه العميق بحقيقة ما يدور حوله، أظهر قدرة استثنائية على الصمود وعدم الوقوع في الفخاخ التي تُنصب له. فالمعاناة المعيشية، رغم شدّتها، لم تُحوِّل أنظار الجنوبيين عن قضيتهم الأساسية، بل زادتهم إصراراً على استكمال مشروعهم الوطني العادل.  

القوى اليمنية، سواء كانت ضمن ما يُسمى بـ مجلس القيادة الإخواني أو ميليشيات الحوثي، تتشارك في هدف واحد، وهو إبقاء الجنوب تحت سيطرتها، إما عبر القوة العسكرية أو من خلال الأدوات السياسية والاقتصادية. فمن ناحية، تستمر ميليشيات الحوثي في شن هجماتها ومحاولاتها التمدد نحو الجنوب، ومن ناحية أخرى، تحاول قوى النفوذ اليمنية داخل منظومة الحكومة استخدام الأدوات الاقتصادية والإدارية لإرباك الوضع الداخلي في الجنوب، وإثارة الأزمات، ودعم الشبكات الخفية المناوئة لقضية الشعب الجنوبي بهدف خلق فوضى لا تصب الا بمصلحة الكهنوت الحوثي الذي لم يسلم منه الشعب اليمني نفسه، فالحقيقة المرة هي إن لم يكن هناك من له حضور على الأرض ويمتلك رؤية جنوبية خالصة لشعبه فما هو البديل الذي سيكون أمام شعب الجنوب؟ الإجابة واضحه، إما ميليشيا حوثية أو جماعات إرهابية تنفذ أجندة تنظيم الإخوان.

ورغم كل ذلك، فقد أثبت الجنوب، شعباً وقيادة، أنه عصي على الكسر. فالتجربة التاريخية علمت الجنوبيين أن مصيرهم لن تحدده مشاريع مشبوهه ومؤامرات مفضوحة، بل إرادتهم الداخلية، وتماسكهم الوطني القوي.

في ظل كل هذه التحديات، يصبح الحفاظ على المجلس الانتقالي الجنوبي وتقويته مسؤولية وطنية تقع على عاتق كل جنوبي مؤمن بقضيته. فالمجلس هو حصيلة نضال طويل، يمثل الإرادة الشعبية الجنوبية في الداخل والخارج، ويحمل مشروع الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية في وجه كل محاولات الالتفاف عليه.  

لقد حاول الأعداء، وما زالوا، إرباك القوات الجنوبية عبر خلق صدامات، وتمويل حملات إعلامية مضللة، وإثارة الفتن الداخلية، لكنهم فشلوا في زعزعة ثقة الشعب بقيادته وقواته. والمطلوب اليوم هو الوعي الوطني بما يدور خلف الكواليس من مؤامرات وشبكات إرهابية حوثية بواجهه إخوانية.

إن هذه المرحلة ليست سوى اختبار جديد لصمود الجنوب وقدرته على تجاوز التحديات، كما فعل دائماً. وكما أفشل الشعب الجنوبي كل محاولات الاحتلال السابقة وأجتمع خلف قيادة واحدة تحمل قضيته على كافة المستويات، فهو اليوم قادر على إفشال كل المخططات التي تُحاك ضده. أدوات الإحتلال لا ترى في الجنوب إلا جغرافيا قابلة للإحتلال متناسية بأنه شعب وتاريخ يمتلك إرادة لا تنكسر، وهوية متجذرة، ونضال مستمر. وهذه الحقيقة، رغم كل المحاولات لإخفائها أو طمسها، ستظل قائمة، وسيظل الجنوب ماضياً في طريقه نحو استعادة دولته، مهما كان حجم هذه المؤامرات، فالمكر السيء لا يحيق الا بأهله.

فيديو