المجلس الانتقالي الجنوبي.. صمود في وجه المؤامرات ومحاولات الاستهداف

تقارير - منذ 3 أيام

عين الجنوب | تقرير - خاص

منذ اللحظة التي رفع فيها الشعب الجنوبي راية النضال ضد الإحتلال اليمني، والذي تكلل بتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يلعب الدور الأبرز في قيادة هذا المسار الوطني، متحملاً تبعات المواجهة مع قوى لطالما سعت لإخضاع الجنوب وإبقائه تابعاً تحت وصايتها. هذا النضال والتضحيات التي قدمها الجنوبيون في سبيل استعادة سيادتهم هي أساس متين لتثبيت الهوية الجنوبية وإفشال مخططات القوى المعادية.  

القوى التي عانت الهزائم العسكرية المتتالية على يد القوات المسلحة الجنوبية، وعلى رأسها الميليشيات الحوثية، أدركت استحالة العودة إلى الجنوب عبر القوة، لكنها لم تتخلى عن مساعيها لإيجاد موطئ قدم من خلال أساليب أخرى، تتجلى في التخادم الإخواني لتأزيم الخدمات، وإثارة الفوضى، وإذكاء الصراعات الداخلية، وضرب النسيج المجتمعي، ومحاولة التفريق بين الشعب وقيادته الجنوبية.

ما نشهده من هجوم إعلامي هائل، تبثه مطابخ إعلامية معادية، هو جزء لا يتجزأ من تلك المحاولات البائسة. فبعد أن فشلت هذه القوى في تحقيق أهدافها عبر المواجهة المباشرة، لجأت إلى شن حملات تضليل ممنهجة، هدفها زرع الشكوك، والتشكيك في المجلس الانتقالي، في محاولة لهدم ما تم بناؤه بعد كفاح جنوبي طويل.

الأسلوب المستخدم في هذه الحملات يعتمد على استغلال أي شاردة وواردة، وتحويلها إلى مادة إعلامية موجهة، يتم تضخيمها بمساعدة مراكز ومنصات إعلامية مدعومة دولياً منها في قطر وعمان وتركيا، حيث نرى هذه الجهات توظف إمكانياتها الإعلامية الضخمة، بل وتستثمر في أدوات داخلية، لمحاولة خلق صراعات جانبية داخل البيت الجنوبي، أملاً في إضعاف وحدة الصف وحرف المسار الوطني، وتمهيد الطريق أمام تنفيذ أجنداتها. لكن الجنوب اليوم ليس كما كان في السابق، وشعبه الذي ناضل لسنوات طويلة، وواجه الإحتلال اليمني، بات أكثر وعياً وإدراكاً لطبيعة هذه المخططات وأساليبها.  

ما يجري في الحقيقة هو محاولة إعادة إنتاج الفوضى عبر وسائل غير تقليدية، بعدما أصبح من المستحيل فرضها بالقوة. لذلك، يجب التعامل مع هذه الحملات كجزء من حربهم، تسعى الأطراف المعادية من خلالها إلى تحقيق ما فشلت في تحقيقه بالسلاح. المرحلة القادمة تتطلب مزيداً من التلاحم الشعبي، والالتفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي، والتصدي لمحاولات استغلال الظروف الصعبة وحرف المطالب المشروعة لتحقيق أهداف سياسية خبيثة. فكما انتصر الجنوب في معارك التحرير، فإنه قادر أيضاً على إفشال هذه المخططات التآمرية، التي لم ولن تغير من حقيقة أن المجلس الإنتقالي الجنوبي ماض بثبات نحو تحقيق تطلعات شعبه الوطنية.

فيديو