من سجون صنعاء إلى هتافات عدن.. أين كانت ضمائركم؟

تقارير - منذ 3 أيام

هتاف بالإيجار.. الإخوان والحوثيون أبرز المزايدين. 

عدن | عين الجنوب |خاص .

لم يحظَ أي هتاف في اليمن بهذا الحجم من الاحتفاء والتطبيل الإعلامي المشترك بين الحوثيين والإخوان كما حظي به ذاك الهتاف المدفوع الثمن ضد المجلس الانتقالي والتحالف العربي. فجأة، وكأنهما توأمان في رحم المؤامرة، توحد الخطاب، وتماهت النبرة، واشتعلت الاستوديوهات، وفتحت المطابخ الإعلامية أبوابها على مصراعيها لاستقبال الزبائن الجدد في سوق الشعارات المستأجرة.  

الأمر لم يكن مفاجئًا. فالمجلس الانتقالي والتحالف العربي كانا ولا يزالان العدو الأول لهذا التيار المتلون، الذي يجيد ارتداء كل الأقنعة حسب الحاجة. الإخوان يصرخون من أنقرة، وسلطنة عُمان، والحوثيون يعزفون على وتر المظلومية من صنعاء، وبعض الأبواق تعمل للأسف من داخل عاصمة التحالف العربي نفسه، وكأن هناك من يمدهم بالأكسجين ليواصلوا مهمتهم التخريبية بلا انقطاع.  

لكن مهلا، أين كانت هذه الجوقة عندما كانت صرخات النساء تتردد في سجون صنعاء؟ أين كانت أقلامهم عندما سالت دموع الطفلة جنات في رداع؟ لماذا لم نسمع خطاباتهم النارية عن حقوق الإنسان حين تحولت صنعاء إلى مدينة معتمة بلا رواتب ولا كهرباء ولا ماء ولا حتى صلاة تراويح؟  

كل هذه المآسي لم تحرك فيهم شعرة، لكن هتافاً في عدن جعلهم ينتفضون، وكأنهم وجدوا كنزاً إعلامياً لا يقدر بثمن، فجأة، تحولت المطالب المشروعة لبعض المحتجين الشرفاء في عدن إلى ورقة بيد من لا يريد الخير للجنوب، وبدلاً من أن يكون الحراك الشعبي فرصة لإصلاح الأوضاع، تحول إلى مادة دسمة لحرب دعائية قذرة تستهدف قضية شعب بأكمله.  

السؤال الأهم: كيف سمح البعض بأن يتحول إلى وقود في ماكينة التحريض التي لا تريد لهذا الوطن أن يستقر؟ كيف لم ينتبهوا إلى أن من يهتف اليوم باسمهم، كان بالأمس يتآمر عليهم، ومن يذرف الدموع على عدن، هو نفسه من يريد إغراقها في الفوضى؟  

لكن كما أفشل الجنوب كل مؤامراتهم السابقة، سيفشلون هذه المرة أيضا، لأن عدن لا تباع، والجنوب لا يُشترى، والصوت الحقيقي لا يُؤجر في سوق الهتافات الرخيصة.

فيديو