إعادة إنتاج السياسات الفاشلة عندما يصبح الفشل منهج حكومة بن مبارك

السياسة - منذ 1 يوم

عين الجنوب | تقرير - خاص

في ظل الأوضاع المتفاقمة التي تعيشها المنطقة، تتجلى أزمة الحكم والإدارة في إعادة إنتاج السياسات الفاشلة التي لم تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور الاقتصادي والخدمي والمعيشي. ومع استمرار هذا النهج، يصبح السؤال الملح لماذا تصر النخب السياسية، وعلى رأسها حكومة بن مبارك على السير في ذات الدائرة المغلقة التي أثبتت فشلها مراراً وتكراراً بجانب الرفض الشعبي لها؟  

منذ سنوات، تكررت نفس الخطابات والتعهدات حول تحسين الخدمات، ودعم الاقتصاد، وتعزيز الشفافية، ومحاربة الفساد، دون أن يلمس المواطن أي تغيير حقيقي. التصريحات الأخيرة لبن مبارك حول تقديم الموازنة للبرلمان ليست سوى امتداد لسلسلة طويلة من محاولات إعادة مخلفات الإحتلال اليمني التي لا تهدف إلى المعالجة الفعلية، بقدر ما تحاول تنفيذ ما يمليه معد السيناريو، في حين تبقى معاناة المواطنين كما هي، بل وتزداد سوءاً.

حديث بن مبارك عن تقديم الموازنة للبرلمان يثير تساؤلات حول جدوى هذا الإجراء، بإعتباره إعادة إنتاج الوجوة الفاشلة والمرفوضة، بل إن بن مبارك وحكومته اضحت لا تمثل الشعب، بل إن وجودهم في السلطة جاء نتيجة توافقات سياسية وإملاءات خارجية، وهو ما يجعلهم غير معنيين بتحقيق تطلعات المواطن، بل بإرضاء القوى الإقليمية والدولية. إن الحديث المتكرر عن (الإصلاحات الاقتصادية) و(مكافحة الفساد) دون حلول للمشكلات الرئيسية، يؤكد أن ما يحدث ليس إلا إعادة إنتاج لفشل ممنهج، يجعل من الحكومة أداة لإدارة الأزمات، لا حلها.  

منذ تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، لم نشهد تغييرات حقيقية في إدارة الدولة، بل استمرار لذات النهج الذي فشل في تحقيق أي استقرار اقتصادي أو سياسي. وعندما يتم الحديث عن تحسين الأداء الحكومي، فإن الكلام يظل مجرد شعارات، وإجراءات شكلية لا تعالج جذور المشكلات، بل تُستخدم كوسيلة لتنفيذ أجندات من وضعهم.

إعادة إنتاج الفشل لن تؤدي إلا إلى مزيد من الأزمات. وإذا استمر هذا النهج، فإن المستقبل لا يبشر بأي تحسن، بل بمزيد من التدهور. الشعب بحاجة إلى قيادة تمتلك رؤية وطنية حقيقية تمثله، بعيداً عن الحسابات الشخصية والسياسية الضيقة، وإلا فإن الأوضاع ستظل تراوح مكانها، إن لم تزداد سوءاً، مما ينذر بإنفجار شعبي في القريب ضد الحكومة ومن وضعها.

فيديو