حان الوقت للجنوب لتعزيز شراكته الدولية لتحقيق إستقرار أكثر إستدامة

تقارير - منذ 8 أيام

الجنوب شريك اثبت نفسه في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار الإقليمي

عين الجنوب | تقرير - خاص


لا يخفى على أحد أن التهديدات الأمنية التي تواجه المنطقة تتزايد، لذا لم يعد بالإمكان الاكتفاء بالتحركات التقليدية لمكافحة الإرهاب والتصدي لميليشيا الحوثي. فالمشهد الراهن يتطلب استراتيجيات أكثر فاعلية تعتمد على دعم القوى المحلية التي اثبتت قدرتها على فرض الاستقرار ومنع التهديدات قبل تفاقمها. وهنا يبرز الجنوب كعامل رئيسي في المعادلة الأمنية لحماية أراضيه، وضمان أمن المنطقة بأكملها وتأمين المصالح الإقليمية والدولية.

لقد أثبت الجنوب، بقيادته في المجلس الإنتقالي الجنوبي وقواته المسلحة، أنه حجر الأساس في مواجهة التنظيمات الإرهابية، سواء تلك التي تتخفى تحت شعارات سياسية أو تلك التي تعلن صراحة عداءها للأمن والاستقرار. فمنذ سنوات، يخوض أبناء الجنوب مواجهات حاسمة ضد الجماعات المتطرفة، واستطاعوا تحقيق نجاحات كبيرة في تحجيم نفوذها ومنعها من التغلغل في المناطق الحيوية. إلا أن هذه الجهود لا يمكن أن تستمر بمعزل عن دعم دولي يترجم الاعتراف بالدور الجنوبي إلى شراكة حقيقية تعزز قدراته وتمكنه من لعب دوره الكامل في تأمين الممرات البحرية وخطوط الملاحة العالمية.

قرار الولايات المتحدة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه يظل غير مكتمل ما لم يتم اتخاذ إجراءات عملية لدعم توازن القوى والحد من قدرتهم على تهديد الأمن الإقليمي والدولي. وهنا تبرز الحاجة إلى شراكة فعلية مع الجنوب، الذي يقع على خط المواجهة المباشرة مع هذه الجماعات، ويملك القوة والإرادة الوطنية والشعبية للتصدي لها. إن ترك الجنوب دون دعم دولي كاف قد يفتح المجال أمام قوى الإرهاب وميليشيا الحوثي لملىء الفراغ، وهو ما قد يعيد المنطقة إلى حالة من عدم الاستقرار المستمر المهدد للمصالح الإقليمية والدولية.

كما أن التحالفات الدولية لمكافحة الإرهاب تحتاج إلى شركاء فاعلين على الأرض، وليس مجرد بيانات وتصريحات سياسية. الجنوب، بقيادته العسكرية والسياسية، يمثل نموذج للشريك القادر على تحمل مسؤولياته بجدية، لكنه في المقابل بحاجة إلى الدعم الدولي المباشر لإدارة شؤونه بنفسه، بعيداً عن أي تدخلات قد تعيق جهوده في تحقيق الأمن والاستقرار. وقد أثبتت التجارب السابقة حجم التحديات التي واجهت الجنوب عندما لم تكن القيادة الجنوبية هي الطرف الرئيسي في عملية صنع القرارات الإقتصادية والسياسية مما خلق بيئة خصبة لعودة الجماعات الإرهابية واستغلال أي ثغرات أمنية لتنفيذ أجنداتها التخريبية.

إن الأمن البحري يمثل أحد أهم الملفات التي تشغل العالم اليوم، خاصة مع الهجمات الحوثية على الملاحة الدولية وتهديد التجارة العالمية. لذلك، لا يمكن الحديث عن تأمين البحر الأحمر وخليج عدن دون الإعتراف بأن الجنوب هو القوة الأكثر قدرة على لعب هذا الدور بحكم موقعه الاستراتيجي وإمكاناته المتاحة. فأي استراتيجية دولية لحماية الملاحة يجب أن تشمل دعم مباشر للجنوب وقواته البحرية والعسكرية، لضمان عدم السماح لأي قوى معادية باستخدام هذه الممرات الحيوية كساحة لتهديد الاستقرار الدولي.

حالياً وبعد مراجعة شاملة للأحداث السابقة وتحليلها نجد بشكل واضح على المستوى المحلي والدولي أن الجنوب ليس طرف في معادلة الصراع، بل هو أساس الحل، وقوة رئيسية يجب أن تحظى بدعم يتناسب مع دورها المحوري في مكافحة الإرهاب الحوثي وتأمين المنطقة. فالقرارات الدولية وحدها لا تكفي إذا لم تقترن بتحركات فعلية تضمن تمكين القوى الفاعلة من أداء دورها بفعالية. والمجلس الانتقالي الجنوبي أثبت أنه قوة عسكرية على الأرض، وقيادة سياسية لديها رؤية واضحة لاستقرار المنطقة إقتصادياً وسياسياً وامنياً وإجتماعياً، ما يجعل دعمه الآن استثماراً حقيقياً في مستقبل أكثر أماناً للجنوب والمنطقة والعالم.

فيديو