الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رؤية إستراتيجية متكاملة نحو الاستقرار والتنمية

تقارير - منذ 23 ساعة

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي رؤية إستراتيجية متكاملة نحو الاستقرار والتنمية

عين الجنوب | تقرير - خاص

الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي في لقائه الموسع مع قيادات السلطة المحلية والمجلس الانتقالي الجنوبي والقادة العسكريين والأمنيين والشخصيات الاجتماعية في العاصمة عدن، معلناً عن رؤية إستراتيجية للمرحلة القادمة، حيث حمل رسائل وطنية واضحة وتوجيهات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الاستقرار الأمني، وتحقيق التنمية الاقتصادية، وإعادة بناء المؤسسات، مع التركيز على التأهيل والتمكين في عملية البناء الوطني.

الخطاب جاء محملاً بالدلالات العميقة، ومتسماً بلغة واقعية تستند إلى فهم حقيقي للتحديات التي تواجه الجنوب وشعبه.حيث أستهل الرئيس القائد الزُبيدي خطابه بالإشارة إلى تاريخية اللقاء، الذي جاء في شهر رمضان المبارك، متزامناً مع ذكرى تحرير عدن في 27 رمضان 2015، وهي محطة تاريخية فارقة غيرت مجرى الأحداث وأسست لمرحلة جديدة في مسيرة ثورة شعب الجنوب التحررية. هذا التذكير كان رسّخ بأن عاصمتنا الأبدية عدن لم ولن تكون ساحة مستباحة لقوى الغزو والاحتلال، وأن تحريرها لم يكن ألا بداية لمعركة طويلة من البناء والتحدي والتصدي لمختلف التهديدات.

الرئيس القائد الزُبيدي لم يغفل الإشارة إلى التضحيات الجسيمة التي قُدمت في سبيل تحرير العاصمة عدن، سواء من أبناء الجنوب أو من الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة مؤكداً أن الوفاء لهذه التضحيات يتطلب التمسك بالثوابت الوطنية، والعمل الجاد للنهوض بالعاصمة عدن.

وفي حديثه عن الوضع الأمني، قدم الرئيس القائد الزُبيدي تقييماً واقعياً للمرحلة التي أعقبت تحرير العاصمة عدن، مشيراً إلى المخاطر التي هددت أمنها وإستقرارها، بدءاً من محاولات تنظيمات القاعدة وداعش للسيطرة على المدينة، وصولاً إلى المخططات المستمرة لاستهداف القوات الأمنية من قبل قوى معادية تسعى لإفشال أي جهد جنوبي سواء في الحفاظ على الأمن والإستقرار او البناء والتنمية. فالإستقرار الأمني لم يتحقق الا من خلال عمل دؤوب وجهود متواصلة لبناء منظومة أمنية قوية قادرة على التصدي لكافة التهديدات. وهذا تأكيد على أن الحفاظ على الأمن مسؤولية جماعية تتطلب تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية، وعدم السماح لأي محاولات تستهدف الامن والاستقرار. حيث شدد الرئيس القائد الزبيدي على ضرورة مساندة القوات الأمنية والعسكرية في أداء مهامها، والتصدي لمحاولات الاختراق التي تنفذها الميليشيات الحوثية الإرهابية وأدواتها. وهنا تتجلى أهمية الوعي الشعبي، حيث لم يعد الأمن مجرد قضية عسكرية، بل بات جزء أساسي من معركة الحفاظ على مكتسبات شعب الجنوب، وهو ما يستوجب يقظة مجتمعية تساند الجهود الأمنية في الحفاظ على الأمن الاستقرار.

الجزء الأبرز في خطاب الرئيس القائد الزُبيدي كان حديثه عن العاصمة عدن، حيث أكد أنها مركز سيادي، ومدينة عالمية ذات مكانة تاريخية وسياسية ووطنية، مثلت أفضل نموذج للتعايش والانفتاح وملتقى للحضارات. ومن هنا، فإن النهوض بها كعاصمة سياسية واقتصادية للجنوب هو واجب وطني يتطلب عملاً جاداً ومتكاملًا.

الرئيس القائد الزُبيدي أشار بوضوح إلى حجم التحديات التي تواجه العاصمة، خاصة في الجوانب الإدارية والخدمية والاقتصادية، مؤكداً أن هناك رؤية واضحة لمعالجة هذه التحديات، من خلال تعزيز العمل المؤسسي، ومكافحة الفساد، وترسيخ مبادئ النزاهة والشفافية، مع الإشارة إلى أن التركة ثقيلة، لكن الإرادة القوية والوعي الشعبي كفيلان بتجاوزها وإعادة بناء عاصمة شعب الجنوب على أسس معينة. حيث وضع الرئيس القائد الزُبيدي ملامح واضحة لخطة اقتصادية تهدف إلى استعادة الدور التنموي والاقتصادي للعاصمة عدن، وذلك من خلال تشغيل المصافي وإعادة تأهيلها. وتشغيل الموانئ وتطويرها والنهوض بالقطاع السمكي والاستفادة من الموارد البحرية بشكل مستدام، بالإضافة الى تنفيذ مشاريع مستدامة في قطاع الكهرباء، بما في ذلك مشروع محطة الطاقة الشمسية المدعومة من الأشقاء في الإمارات العربية المتحدة والتي ستتبعها مراحل أخرى للتوسعة.

كما أعطى الرئيس القائد الزُبيدي اهتمام خاص بفئة الشباب، حيث أكد أن تمكينهم هو سياسة عملية يجري تنفيذها على أرض الواقع، باعتماد 17 ألف وظيفة للخريجين، مؤكداً ان العاصمة عدن ستكون لها الأولوية.

الخطاب حمل رسائل سياسية واضحة، سواء للداخل أو للخارج، حيث أكد أن القيادة الجنوبية تدرك التحديات لكنها تمتلك الإرادة الصلبة لتجاوزها. كما أن حديث الرئيس عن ضرورة تضافر الجهود والاصطفاف الوطني يعكس إدراكه لأهمية توحيد الصف الجنوبي في هذه المرحلة المفصلية.فالتحديات مهما كانت صعبة، فإنها قابلة للتجاوز طالما هناك وحدة صف، وإرادة حقيقية للبناء والتطوير. وهذا يعد بمثابة إعلان عن مرحلة جديدة من العمل الوطني الجاد، القائم على الوضوح والشفافية، والتخطيط الاستراتيجي والمستند على الأمن والإستقرار والتنمية والبناء والتمكين بإذن الله تعالى.

فيديو