حضرموت الأصالة العمود الفقري لدولة الجنوب والركيزة الأساسية للمشروع الوطني الجنوبي

تقارير - منذ 3 شهر

حضرموت الأصالة العمود الفقري لدولة الجنوب والركيزة الأساسية للمشروع الوطني الجنوبي

عين الجنوب | تقرير - خاص


على مدى عقود، ظلت حضرموت محافظة محورية في مسار الجنوب، من حيث المساحة والتاريخ والنضال والهوية والوعي السياسي والحضور الوطني الفاعل. في كل محطة تاريخية مفصلية، أثبتت حضرموت أنها ركيزة أساسية في المشروع الجنوبي، وبيت جامع لكل أبناء الجنوب، بمواقفها الراسخة وتضحياتها المستمرة من أجل استعادة الدولة الجنوبية. فحضرموت هي العمق الاستراتيجي للمشروع الجنوبي، ويخطئ من يظن أن حضرموت مجرد ساحة صراع بين المشاريع السياسية، أو أنها قابلة للانزلاق خلف أجندات دخيلة لا تتماشى مع تطلعات أهلها. لقد أثبتت الأحداث أن حضرموت هي العقل المدبر والوزن الاستراتيجي الذي يصعب تجاوزه عند الحديث عن أي حلول مستقبلية للجنوب. وقد كانت حضرموت دائماً في الصفوف الأولى دفاعاً عن حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.

حضرموت كأحد أهم مراكز القرار الجنوبي تمتلك قوة بشرية هائلة، وشبكة علاقات متينة مع مختلف مكونات الجنوب، مما يجعلها في موقع وطني ثابت. على المستوى العسكري، أثبتت قوات النخبة الحضرمية، وهي جزء أصيل من المنظومة الدفاعية الجنوبية، أنها نموذج للاستقرار والأمن، وقد نجحت في تطهير ساحل حضرموت من التنظيمات الإرهابية، المدعومة يمنياً، أما على المستوى السياسي، فقد اختارت حضرموت بوضوح أن تكون جزءاً من المشروع الجنوبي الفيدرالي، رغم محاولات بعض الأطراف فرض خيارات أخرى لا تتناسب مع هوية أبناء حضرموت أو تطلعاتهم. يواصل أبناء المحافظة رفض كل المحاولات التي تسعى إلى إقحام حضرموت في مشاريع لا تخدم إلا أجندات خارجية، رافضين كل أشكال الوصاية، سواء من صنعاء الزيدية أو من مأرب الإخوانية.

ربما هناك أصوات نشاز تحاول أن تتحدث باسم حضرموت وهي لا تمتلك أي قاعدة شعبية أو تأثير سياسي يُذكر. هؤلاء لا يمثلون سوى أنفسهم، فهم منفصلون عن الواقع الذي يعيشه أبناء حضرموت، ويصرون على تسويق مشاريع لم يعد لها أي قبول بين الناس. هذه الأصوات، التي تروج لمشروع باب اليمن وتحاول أن تعيد الجنوبيين إليه، تعيش في عزلة حقيقية، إذ أن الجماهير الجنوبية، وخاصة في حضرموت، أوصلت رسالتها بوضوح؛ لا عودة إلى الاحتلال، ولا قبول بأي حلول تنتقص من هوية الجنوب وإرادته الوطنية. وبفضل وعيها السياسي، وقوتها البشرية، ومكانتها الجغرافية والاقتصادية، باتت حضرموت تلعب دور وطني إستراتيجي في الجنوب، بمعنى المسؤولية والتوجيه. لهذا، من الطبيعي أن تكون مواقفها وطنية ثابته راسخة في كل ما يتعلق بمستقبل الجنوب.

وبينما يحاول البعض اختزال المشهد في معادلات ضيقة، يعرف الجميع أن حضرموت ليست ساحة للمزايدات، وليست سُلماً يستخدمه الآخرون للوصول إلى أهدافهم الخاصة المتمثلة في إعادة الجنوبيين الى باب اليمن. من أراد الحديث عن حضرموت، فعليه أن يفهم أولاً أنها صاحبة قرار، وأنها جزء لا يتجزأ من الجنوب، وأنها ستكون في مقدمة المشروع الجنوبي الذي يعزز وحدة الصف والتلاحم الشعبي. ومع كل مناسبة، ومع كل تطور سياسي، تؤكد حضرموت موقفها الواضح؛ لا مكان للمشاريع الغامضة، ولا قبول بأي حلول لا تتماشى مع إرادة أبناءها. أما من يراهن على تغيير هذه القناعة الراسخة، فليبحث عن مكان آخر لتنفيذ أجنداته، لأن حضرموت قد حسمت أمرها، وحددت بوصلتها، واختارت أن تكون مع الجنوب، ومن الجنوب، وإلى الجنوب.

فيديو