الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن، ملحمة بطولية في تاريخ شعب الجنوب

تقارير - منذ 5 شهر

الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن

عين الجنوب | تقرير - خاص


في عام 2015، كانت العاصمة عدن على موعد مع اختبار وجودي تاريخي. حيث اجتاحت ميليشيات الحوثي بدعم من قوات علي عبد الله صالح المدينة، محاولة فرض سيطرتها على واحدة من أهم مدن الجنوب، العاصمة عدن، ومينائها الاستراتيجي المطل على خليج عدن. لكن أبناء عدن والجنوب عامة رفضوا الخضوع، وأثبتوا أن الإرادة الشعبية قادرة على مواجهة آله الحرب العسكرية اليمنية.

انطلقت شرارة المقاومة من أحياء العاصمة، حيث تصدى الشباب والرجال بأسلحة خفيفة وبإيمان لا يتزعزع لجحافل الميليشيات المدججة بالسلاح وثكناتها العسكرية. تحولت شوارع المعلا وكريتر وخور مكسر إلى ساحات مواجهات شرسة، أظهر فيها المقاومون بسالة جنوبية. هذه المقاومة من ابناء عدن، تعززت حين هبّ الجنوبيون من مختلف محافظات الجنوب، ليشكلوا مع إخوانهم في العاصمة عدن جبهة صلبة ضد الغزو الحوثي.

في ظل هذه المعارك الطاحنة، برزت شخصيات قيادية قادت المقاومة بحنكة وشجاعة. من بين هؤلاء، كان الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي، الذي لعب دوراً بارزاً في تنظيم الصفوف ورفع معنويات المقاتلين. قاد الرئيس الزُبيدي جبهات القتال في الضالع والمسيمير، وتمكن مع رفاقه من تحقيق انتصارات مهمة ضد الميليشيات، مما ساهم في تخفيف الضغط على العاصمة عدن وفتح جبهات متعددة أربكت حسابات العدو الغازي.

لم تكن المقاومة الشعبية وحدها في الميدان؛ فقد جاء الدعم العربي من دول التحالف، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليشكل نقطة تحول في مسار المعركة. أُطلقت عملية السهم الذهبي في 14 يوليو 2015، كخطة عسكرية محكمة لتحرير العاصمة عدن. شاركت القوات الإماراتية بفعالية في العمليات الميدانية، مقدمة الدعم اللوجستي والعسكري، ومثبتة التزامها بعودة الأمن والاستقرار إلى العاصمة والجنوب عامة، وفيها أختلط الدم الجنوبي الإماراتي ليدل على مواقف الأشقاء الثابتة للوقوف ضد الظلم والغزو الذي هدد الأمن القومي العربي.

في السابع والعشرين من رمضان 1436هـ، الموافق 17 يوليو 2015، تحقق النصر الجنوبي التاريخي، حيث تحررت العاصمة عدن من قبضة الميليشيات، وعادت الحياة تدب في أوصال المدينة بعد شهور من المعاناة والدمار والحصار. هذا الانتصار التاريخي كان رمزاً لصمود شعب جنوبي عظيم، وتلاحم أمة موحدة، ودليلاً على أن الحق مهما طال زمن الباطل سينتصر.

وفي هذه الذكرى ونحن نستذكر هذه الملحمة البطولية، نتذكر التضحيات الجسام التي قدمها أبناء العاصمة عدن والجنوب، ونتعهد بالحفاظ على مكتسبات هذا النصر الجنوبي، وبناء مستقبل يليق بتلك الدماء الزكية التي روت تراب الوطن الجنوبي الطاهر.

فيديو