هل من إرادة حقيقية لإنهاء هذا العبث؟

تقارير - منذ 3 شهر

هل من إرادة حقيقية لإنهاء هذا العبث؟

عين الجنوب | تقرير - خاص


هل من إرادة حقيقية لإنهاء هذا العبث قريباً؟ هكذا اختصر الدكتور حسين لقور، الباحث والمفكر السياسي الجنوبي، مأساة شعب يتخبط بين شرعية التآمر ومليشيا تستمد سطوتها من الخرافة. تغريدة موجزة لكنها تسبر غور الأزمة الحالية، وتفضح التواطؤ القائم بين فساد الشرعية و عنهجية المليشيا الارهابية، على حساب شعب يعاني، وشعب انهكته الخطابات.

منذ بدء الحرب قبل نحو عقد، لم تفلح الشرعية المقترف بها دولياً في تحرير، ولا في خدمات. والأسوأ من ذلك، أنها وجهت بوصلتها نحو الجنوب، في خصومات سياسية وخدمية وإعلامية، بدلاً من تحرير صنعاء أو استعادة الدولة من يد الحوثي الإرهابية.

هذه الشرعية باتت، وفق مراقبين، رهينة الفساد، ومجرد مظلة لمصالح الإخوان، تبحث عن مكاسب شخصية ومنافع ذاتية، في وقت يعيش فيه السكان في مناطق النزاع تحت خط الفقر، وتحت رحمة الحرب والجوع والمرض.

على الجانب الآخر، تستمر جماعة الحوثي في فرض حكمها الحديدي على صنعاء، محولة العاصمة إلى ساحة أمنية مغلقة، تخنق المواطنين وتمنع أبسط مقومات الحياة. تتغذى الجماعة على خطاب ديني مؤدلج، قائم على خرافة، وتسوق نفسها باعتبارها طرف مقاوم، بينما تغرق في انتهاكات صارخة ضد ابناء اليمنية، من الإعدامات إلى التجنيد القسري، ونهب الممتلكات.

وفي ظل هذا الانقسام، تُترك معاناة الشعب في الهوامش، لا صوت لها في مفاوضات السلام، ولا تمثيل حقيقي في موائد السياسة. مبادرات واتفاقيات عدة أُطلقت، من ستوكهولم إلى الهدنة التي توسطت فيها الأمم المتحدة، لكنها لم تحدث تحولاً جذرياً، بل زادت من تعقيد المشهد، ومنحت المليشيا فرصة لإعادة التموضع.

فـ تجربة الماضي تتكرر، كما أشار لقور، فكما طالت حرب الجمهوريين والملكيين دون نهاية حاسمة، تتكرر ذات النغمة الآن، وسط غياب واضح لإرادة سياسية موحدة وشجاعة لكسر حلقة الصراع، او تحرير اليمنية.

الجنوب، الذي قدم تضحيات جسيمة في سبيل استعادة دولته وهويته، بات اليوم هدفاً لحملات تشويه وتشكيك، ليس فقط من المليشيا، بل من أطراف داخل الشرعية. بينما يتجاهلون أن الجنوبيين كانوا رأس الحربة في مقاومة الحوثي، وأنهم يحملون مشروع سياسي واضح، ينبع من إرادة شعبهم في بناء دولة مستقلة، لا رهينة لإجندة الإخوان ولا تابعة لأي وصاية يمنية.

السؤال الجوهري الذي طرحه لقور لا يتعلق بمجرد تسوية سياسية، بل بإرادة شاملة لإنهاء العبث. إرادة تُعيد تعريف أولويات الصراع، وتنقل القرار من غرف المساومات إلى أيدي أصحاب الحق.

إن لم تتوفر هذه الإرادة، فستظل الأزمة تراوح مكانها، ولن تكون المبادرات سوى نسخ مكررة من تجارب فاشلة، تعيد إنتاج الفوضى تحت عناوين جديدة.

المنطقة لا تحتاج إلى المزيد من الخطابات، بل إلى قرار وطني حقيقي، ورؤية سياسية عادلة، تضع حداً لتغول الحوثي وعبيده، وتُعيد تصحيح مسار الشرعية، وتُنصف شعب الجنوب الذي آن له أن يقرر مصيره بنفسه.

ولعل المثل التالي يلخص الموقف بدقة، ما يحك ظهرك مثل ظفرك، فانهض لقضيتك واترك من خذلك، فالشرعية كالتي لم تنفع امها فكيف لنا أن نتوقع أن تنفع خالتها!.

فيديو