حرب أوروبا الجديدة مع روسيا.. “ضربات قاتلة” في أعماق البحار

أخبار دولية - منذ 10 أيام

عين الجنوب|| وكالات:


قبل أن تبدأ الطائرات الحربية في التحليق والصواريخ في السقوط، بدأت حربٌ من نوع آخر تتشكل معالمها بين روسيا وأوروبا، تحت الماء.


في شمال أوروبا، حيث يُعد بحر البلطيق شريانًا استراتيجيًا لحياة القارة، تتسلل تهديدات غير مرئية تضع البنية التحتية الحيوية على حافة الانهيار.

ناقلات نفط، سفن شحن، وربما غواصات غير معلنة، تتورط في سلسلة هجمات تخريبية ضد كابلات الطاقة والاتصالات، تثير رعبًا متناميًا في العواصم الأوروبية، بحسب ما أورده تقرير لصحيفة “بوليتيكو”.


خليج الخطر


إيليا إيليجين، نائب قائد خفر السواحل الفنلندي، لم يعد يطارد المهربين فقط، بل يلاحق “المخربين في البحر”. تحت قيادته، تُمشط عشرات الزوارق والطائرات والمروحيات مساحة مائية بحجم بلجيكا ، بحثًا عن تحركات مشبوهة تستهدف كابلات الإنترنت والطاقة.


خلال الـ18 شهرًا الماضية فقط، تعرّض خليج فنلندا لهجومين تخريبيين، وسُجّلت ستة حوادث بحرية غامضة في بحر البلطيق منذ 2022. والقاسم المشترك لتلك الهجمات، أصابع اتهام غير مباشرة نحو موسكو.

ورغم عدم وجود إثبات رسمي يربط الكرملين مباشرة، يقول وزير الطاقة الليتواني: “المنفعة الوحيدة من هذه الهجمات تعود لروسيا… هذا هو التفسير الوحيد”.


ضربات تحت الحزام


الكابلات البحرية – شرايين الحياة الرقمية والطاقة لأوروبا – هشة أكثر مما نعتقد. بعضها لا يتجاوز سمكه ذراعًا بشريًا. وتكلفة إصلاحه قد تصل إلى 150 مليون يورو، وتستغرق شهورًا. ضربة واحدة من مرساة ناقلة مشبوهة كفيلة بإسقاط الاتصال أو الكهرباء عن مدينة كاملة.


وسبق أن تسببت سفينة “إيجل إس” في قطع عدة كابلات قرب فنلندا بعد أن جرت مرساتها لمسافة 100 كيلومتر.


ورغم أن بعضها قد يكون حادثًا عرضيًا، إلا أن الحوادث التي تشمل سفنًا من دول حليفة لموسكو – كالصين – تُثير الشكوك بقوة.


آلية الردعٌ


الاتحاد الأوروبي والناتو يتحركان؛ تعزيزات عسكرية، رقابة بالطائرات المسيرة، فرقاطات، ومراقبة تحت سطح البحر.


تم الإعلان عن تمويل جديد، ومراكز مراقبة، وشراء سفن إصلاح. لكن المشكلة الكبرى لا تزال قانونية، إذ لا صلاحية لمصادرة سفن خارج المياه الإقليمية، ولا ضمانات قانونية ضد “المرور البريء”.

‏والأخطر، أن التفكك المتزايد في التحالف الغربي، بتصريحات ترامب وتراجع التنسيق مع أوروبا، يشجع موسكو أكثر على اللعب في “المنطقة الرمادية” – التخريب دون اعتراف، والضغط دون حرب مفتوحة.


ضربة واحدة


المخاوف تتصاعد من هجوم منسق في الشتاء، قطع كابلات الغاز والكهرباء في توقيت قاتل. قد تجد أوروبا نفسها حينها في ظلام دامس، بأسعار طاقة خيالية، وسط غضب شعبي واسع النطاق.


يقول خبراء الأمن إن ما يحدث اليوم ليس ذروة الأزمة، بل بدايتها، وكل ما تحتاجه موسكو لتوسيع نفوذها هو “ضربة واحدة في التوقيت المناسب”.

فيديو