تجمع الهضبة، استقواء بالغرباء وتهديد للسلم المجتمعي

تقارير - منذ 5 شهر

تجمع الهضبة، استقواء بالغرباء وتهديد للسلم المجتمعي

عين الجنوب | تقرير - خاص


في ظل الأجواء المشحونة سياسياً وأمنياً في حضرموت، عقد تجمع لمناصري الحلف وبحضور لافت من شخصيات سياسية تنتمي لمؤتمر حضرموت الجامع، وسط حضور هزيل ومدفوع بنفس الوقت لشخصيات شمالية وإخوانية معروفة بمواقفها المعادية للمشروع الجنوبي. الصورة تطرح تساؤلات كبيرة حول الأجندة الحقيقية وراء هذا التجمع، خاصة في ظل غياب شبه كامل لوجوه قبلية وعشائرية حضرموتية مؤثرة، مما يعكس محاولة واضحة لاستيراد صراعات الشمال إلى الجنوب. حيث أن الحضور الفعلي كان يغلب عليه الطابع السياسي والشخصيات القادمة من محافظات شمالية، بعضها معروف بتورطه في دعم أجندات تعارض استقرار الجنوب. هذا الأمر يثير الشكوك حول الهدف الحقيقي من هذا اللقاء، خاصة أن مجمل القبائل والشخصيات والهيئات والمؤسسات المدنية والحكومية اصدروا بيانات واضحه أنهم لن يشاركوا في شيء يخدم اجندة خارجية تهدد مصلحة حضرموت، مما يجعله مجرد تجمع ضعيف لا يعبر عن الإرادة الحقيقية لأبناء حضرموت.

حضرموت، التي ظلت لسنوات نموذجاً للسلم المجتمعي، أصبحت اليوم مسرحاً لمحاولات استقطاب خطيرة، حيث يتم استدعاء عناصر من خارج المحافظة لخلق حالة من الفوضى والانقسام. هذا النهج لا يختلف عما حدث في شبوة وابين، حيث تم استغلال النسيج الاجتماعي لخدمة أجندات سياسية خارجية.

اللافت أيضاً أن هذا الاجتماع يأتي في وقت تشهد فيه حضرموت حالة من الهدوء النسبي، مما يدفع للتساؤل: لماذا الآن؟ ولماذا يتم إظهار الشعبية عبر اتباع لأحزاب سياسية معروفة بدورها في الأزمة الحالية وطول امد الصراع؟ الأجوبة تكشف أن الهدف ليس حماية حضرموت، بل تحويلها إلى ساحة لتصفية حسابات سياسية.

من الواضح أن هذا التجمع يفتقر إلى الشرعية المجتمعية والسياسية، حيث أن القبائل الحقيقية في حضرموت لم تمنح تفويضاً لأحد لتمثيلها في مثل هذه اللقاءات. بل إن بعض الشخصيات الحاضرة معروفة بعلاقاتها مع أطراف شمالية تسعى إلى إفشال أي مشروع جنوبي يخدم حضرموت كما يخدم بقية محافظات الجنوب.

الأمر الأكثر خطورة هو أن هذا الاجتماع يرسل رسالة واضحة مفادها أن هناك من يحاول خلق كيانات موازية تستهدف المشروع الجنوبي، بدعم خارجي، بهدف زعزعة الاستقرار وإعادة إنتاج الصراع في الجنوب تحت شعارات قبلية مزيفة، ظاهرها المصلحة وباطنها الخراب والاستغلال، والهيمنة.

ما حدث اليوم هو جزء من مخطط أكبر لضرب استقرار وامن حضرموت واستغلال الانقسامات الداخلية. حضرموت، بموقعها الاستراتيجي وثرواتها النفطية، أصبحت مطمعاً لأطراف كثيرة تريد إبقاء الجنوب ضعيفاً ومقسماً.

السؤال الأهم الآن: هل ستنجح هذه المحاولات في زعزعة السلم المجتمعي؟ الإجابة تعتمد على وعي أبناء حضرموت، الذين أثبتوا مراراً وتكراراً أنهم قادرون على تمييز الأصدقاء من الأعداء. فالتاريخ لا يرحم من يتعاون مع مشاريع تهدد السلم المجتمعي، والمستفيد الوحيد من هذه الأجندة هم أعداء الجنوب، سواء في مأرب أو طهران.

والحقيقة هي أن التجمع المدفوع والهزيل لا يمثل إرادة قبائل حضرموت وأهلها كما أن الحضور الشمالي يدل على أجندة أستغلالية وليس اجتماعية. والهدف الحقيقي هو زعزعة استقرار حضرموت وضرب التماسك الجنوبي والسلم الاهلي في حضرموت.

ونقولها حرصاً على أبناء حضرموت الحذر من محاولات استغلالكم في صراعات ليست صراعاتكم، ولا تخدم مصالحكم، ولا تعبر عن إرادتكم التي أظهرتموها في وقفاتكم التاريخية في مليونيات كثيرة، تعبيراً عن دعم الارادة والهوية الجمعية لابناء الجنوب من المهرة الى باب المندب.

#قوه_حضرموت_بالنخبة

فيديو