الحوثي يرد على الضربات الأميركية بحملة قمع تطول التربويين والناشطين

تقارير - منذ 6 أيام

صنعاء| عين الجنوب ، متابعات

شهدت محافظة صعدة خلال الأيام الماضية حملة اختطافات ومداهمات غير مسبوقة نفذتها مليشيا الحوثي طالت عشرات المدنيين والتربويين، خصوصاً في مديرية رازح الحدودية، في تصعيد يكشف حالة التخبط والارتياب التي تعيشها الجماعة عقب الضربات الأميركية المكثفة على مواقعها العسكرية منذ منتصف مارس.
 
وقالت مصادر محلية إن الحملة استهدفت بشكل خاص معلمين وشخصيات اجتماعية، أبرزهم عبده صالح أحمد يوسف نائب رئيس مكتب التربية والتعليم في رازح سابقاً، إلى جانب جميل جهادي وفايز الخطفا وجبران صغير وفايز دغسان وفواز جابر عوض، وآخرين لم تُعرف هوياتهم بعد؛ كما شملت المداهمات مناطق أخرى في مدينة صعدة وسحار، باستخدام عناصر نسائية لتفتيش المنازل والهواتف والمزارع.
 
وبحسب المصادر يتولى إدارة هذه الحملة القيادي حسن عبدالرحيم الحُمران مسؤول فرع "جهاز الأمن الوقائي الجهادي" الحوثي في صعدة، إلى جانب كل من محمد أحمد إبراهيم المحطوري المشرف الأمني بالمحافظة، ومحمد يحيى صلاح العجري مسؤول فرع جهاز الأمن والمخابرات، وذلك بالتنسيق مع فرع الاستخبارات العسكرية التابع للقيادي عبدالله يحيى الحاكم المكنى "أبو علي الحاكم".
 
وفي موازاة هذه الإجراءات القمعية عقدت قيادة المليشيا اجتماعاً طارئاً مع وسائل الإعلام في صنعاء أقرّت خلاله فرض مصفوفة توجيهات إعلامية جديدة تمنع نشر أي محتوى قد يكشف مواقع الجماعة أو يشير لخسائرها، وسط تعليمات مباشرة من زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي بفرض رقابة صارمة ومحاسبة الإعلاميين الذين ينشرون تقارير "حساسة" حسب وصفه.
 
ويبدو أن هذه التحركات الميدانية والإعلامية تأتي في محاولة بائسة لامتصاص تداعيات الاستهداف الأميركي وتوجيه الرأي العام نحو اتهامات جاهزة بتعاون الضحايا مع الطيران الأميركي؛ كما تسعى الجماعة لتلميع صورتها من خلال تضليل إعلامي يروج لمزاعم استهداف المدنيين وتكثيف الحملات الترويجية لما تسميه "المعسكرات الصيفية"، والتي تستخدم فعلياً لتجنيد الأطفال.
 
ويرى مراقبون أن هذا التزامن بين اختطاف التربويين في صعدة وقمع الصحفيين في صنعاء يعكس عمق الأزمة التي تعيشها المليشيا، وفقدانها المتسارع للسيطرة السياسية والمجتمعية، وسط تزايد السخط الشعبي من عنفها وتورطها في تصعيد إقليمي يعمّق عزلة اليمن ويضاعف معاناة شعبه.

فيديو