الدعم الإعلامي المشبوه لإجتماع الهضبة.. عندما تلتقي الميليشيات بأجندات التفكيك

تقارير - منذ 5 أيام

الدعم الإعلامي المشبوه لإجتماع الهضبة.. عندما تلتقي الميليشيات بأجندات التفكيك

عين الجنوب | تقرير - خاص

في مشهد ينم عن تنسيق مريب، تشهد الساحة تحالفاً إعلامياً غريباً بين أطراف متعارضة ظاهرياً لكنها متحدة في هدفها الاستراتيجي المتمثل في تفكيك التماسك الجنوبي. فالحوثيون الذين أزهقوا أرواح الآلاف من الجنوبيين، وإعلام الإصلاح الذي شارك في حرب 2015 ضد الجنوب، يتسابقان اليوم لدعم ما يسمى بـ حلف قبائل حضرموت.

تتوالى التقارير عن تغطية إعلامية مكثفة من قنوات الحوثي الرسمية لهذا الحلف، في تحول لافت للخطاب الإعلامي الحوثي. فبعد سنوات من تصوير الجنوبيين كأعداء وخونة، ها هم اليوم يقدمون أنفسهم كداعمين لمطالب جزء من المجتمع الجنوبي!. حيث أن البخيتي وصف ما يجري بحضرموت ببوادر ثورة جديدة، مؤكداً دعمه لقوات المنطقة العسكرية الاولى والتي كشفت تقارير عن تخادمها مع الحوثيين ضد مصالح حضرموت والجنوب والمنطقة.

على الجانب الآخر، يقدم إعلام الإصلاح المتمثل في قناة بلقيس والمهرية دعماً مغلفاً بمصطلحات براقة. فهم يصورون هذا الحلف على أنه تعبير عن الإرادة الحرة لأبناء حضرموت، بينما يتعمدون التعتيم على العلاقات الوثيقة بين قيادات الحلف وشبكات الإصلاح الممتدة في صنعاء. تحليل مضمون هذه المواد الإعلامية يكشف استخداماً متكرراً لمصطلحات مثل الشرعية القبلية ورفض الهيمنة.

لكن المفارقة تكمن في أن هذا الحلف الذي يتلقى دعماً إعلامياً غير مسبوق من أعداء الجنوب التقليديين، يفتقر تماماً لأي حضور حقيقي على الأرض. فالقبائل الكبرى ترفض التواجد في اجتماعاته، والشخصيات المؤثرة في المحافظة تتجاهله تماماً. وهذا ما يدفع للتساؤل: لماذا كل هذا الدعم الإعلامي لحراك ضعيف الحضور والشعبية؟

الإجابة تكمن في الأجندة الخفية التي تجمع الحوثيين والإخوان رغم تناقضاتهما الظاهرية. فالحوثيون يرون في تفكيك الوحدة الجنوبية ضماناً لاستمرار ضعف الجنوب. بينما يحاول الإخوان تعويض خسائرهم الكبيرة في محافظات الجنوب عبر اختراق حضرموت، مستغلين شبكاتهم القديمة وعلاقاتهم الممتدة.

التاريخ يعلمنا أن الدعم الإعلامي الشمالي لأي حراك جنوبي لم يأت يوماً إلا لخدمة مصالح صنعاء. فهل يعقل أن تكون ميليشيا تقصف المدنيين يومياً هي نفسها التي تدعم مطالب ابناء حضرموت؟ وهل يُعقل أن يكون إعلام شارك في تصفية الجنوبيين هو نفسه الذي ينادي اليوم بحقوقهم؟ الأسئلة تكشف الإجابات بنفسها.

في النهاية، تبقى حضرموت التي قاومت الاحتلال اليمني، قادرة على تمييز الصديق من العدو، والحليف الحقيقي من الذي يتقمص دور الصديق لخدمة أجندة التفكيك. فكما قال أحد الحضارم: عندما يتفق الحوثي والإخوان على دعم قضيتك، فاعلم أنك في ورطة.

فيديو