حضرموت ومشروع الواي فاي بين الوهم والواقع

تقارير - منذ 4 شهر

حضرموت ومشروع الواي فاي بين الوهم والواقع

عين الجنوب | تقرير - خاص

في خضم الضباب السياسي، تبرز قضية حضرموت كحالة لأطماع الاخوان الذين استغلوها منذ عام 94. فبعد سنوات من الترويج لمشاريع وهمية تحت عناوين براقة مثل حضرموت دولة، يتبين أن هذه الدعوات لم تكن سوى أدوات في صراع أكبر، تلاعبت بها أطراف خارجية لتحقيق أجندات خاصة.  

ما يثير الاستغراب هو محاولة اختزال تاريخ حضرموت العريق في مقترحات ضبابية لا ترقى إلى مستوى إرث محافظة حضرموت. فحضرموت، التي كانت ضمن اوائل الاستقلال الأول عام 1967 وأطلقت شرارة الثورة الثانية في أبريل 1997، لا يمكن أن تُختزل في مشروع غامض وهش أو شعارات جوفاء. إنها تاريخياً جزء لا يتجزا من الجنوب وتحولاته التاريخية.

لقد شهدنا كيف تحولت بعض الأصوات إلى ما يمكن تسميته اصحاب الواي فاي تلك التي ترفع شعارات التميز والاستقلالية بينما هي في الحقيقة تعمل ضمن إطار مشروع اليمن الاتحادي الفاشل. هذا المشروع الذي صيغ في مكاتب صنعاء، وتم تسويقه عبر أدوات سياسية وإعلامية مدعومة من حزب الإصلاح، لم يكن إلا محاولة لإعادة إنتاج الأزمة بدلاً من حلها. وما اكده باوزير بالامس يوضح مشروع اصحاب الواي فاي

الأمر الأكثر إثارة للسخرية هو أن هذه الدعوات جاءت في وقت كان الجنوب بأكمله، وحضرموت جزء أساسي منه، يعاني من انهيار شامل في البنية التحتية والخدمات الأساسية. فبدلاً من إنفاق الملايين على تسويق مشاريع وهمية، كان من الأجدى استثمار هذه الموارد في بناء اي شي يعيد للحياة شيئاً من كرامتها.  

حضرموت لا تحتاج إلى غرباء ظلوا ينهبون مقدراتها لعقود، لذلك كانت دعوة القيادة الجنوبية في المجلس الانتقالي الجنوبي لابراز الصوت الحقيقي لغالبية ابناء حضرموت، فحضرموت بين خيارين، خيار مدعوم لمصالح واجندة خارجية تدعوا الى الانخراط في المشاريع الوهمية التي تكرس الهيمنة اليمنية والتفتيت، أو تعود إلى جذورها الجنوبية. الخيار الأول يعني الاستمرار في دوامة الفشل والهيمنة والاستغلال، بينما الثاني هو طريق العودة إلى الذات، إلى ذلك الدور التاريخي الذي لطالما صنعت من خلاله مصيرها ومصير المنطقة بأكملها ضمن هويتها الجنوبية.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة: هل ستستمر حضرموت في الانجرار وراء الأوهام، أم ستستعيد وعيها التاريخي وتأخذ مكانها الطبيعي ضمن المشروع الجنوبي العادل؟ الإجابة ستكشف عن نفسها في حضرموت نفسها والتي ستشمل مليونية دعم النخبة والتاكيد على الهوية الجنوبية، كما اكدتها حضرموت في 14 اكتوبر العام الماضي.

فيديو