تصدعات في جدار ميلشيا الحوثي، هل اقتربت لحظة الحقيقة

تقارير - منذ 3 شهر

تصدعات في جدار ميلشيا الحوثي، هل اقتربت لحظة الحقيقة


عين الجنوب | تقرير - خاص

في الوقت الذي تتقلب فيه أوراق الصراع، تتراجع سطوة ميلشيا الحوثيين، عسكرياً وسياسياً وشعبياً، بعد سنوات من فرض سلطتهم بالقوة والسلاح. الجماعة التي رفعت شعار الصرخة زيفاً ورفعت سقفها نحو ولاية الفقيه، وجدت نفسها اليوم محاصرة بكم من التحديات.

التحولات الترقبية العسكرية الأخيرة في جبهات الشمال، والضغط الاقتصادي المتزايد داخل مناطق سيطرة الجماعة، أعادت طرح السؤال القديم الجديد: هل الحوثيون أقوى مما يُعتقد، أم أضعف مما يبدون؟

في صنعاء، لم يعد الصوت الحوثي هو الأعلى كما كان في السابق. ضجر الشارع من خطابات الطائفة، وانكشاف وجه السلطة الملالية التي تكمم الأفواه وتنهب الرواتب وتحتكر الثروة لصالح الجماعة، بدأ يُضعف قبولهم لدى اليمنيين.

تسريبات متزايدة تشير إلى تصدعات داخلية بين أجنحة ميليشيا الحوثيين، بعضها يتصل بتباين في الرؤية تجاه التفاوض، وبعضها الآخر بسبب صراع خفي على الغنائم والنفوذ داخل المؤسسة الحوثية. والأهم، أن القواعد الاجتماعية التي وفرت لهم غطاء في البدايات، باتت أكثر تململاً، وأقل انقياداً.

رغم الهدنة المعلنة، لم تتوقف الجماعة عن التحشيد والتجنيد والاستعراض، لكنها في ذات الوقت، لا تملك قرار الحرب كما كانت من قبل. فالتدخلات الإقليمية، والضغوط الدولية، وواقعها الاقتصادي المنهار، كلها عوامل كبحت محاولات الحوثي في التوسع.

وهنا يبرز السؤال الأهم: هل قوى اليمنية قادرة على استغلال تراجع الحوثيين؟

حتى اللحظة، تبدو الإجابة ضبابية. فالتشتت السياسي، والانقسامات بين المعسكرات الشمالية ممثلة بجبهات مأرب والساحل الغربي، وغياب مشروع وطني لما بعد التحرير، يجعل من الفرصة شيئاً قابلاً للتبخر ما لم يُحسن استثماره.

اما في الجنوب، حيث المجلس الانتقالي الجنوبي، تقاتل قواته على امتداد جبهات القتال، تبدو الصورة أكثر وضوحاً. الجنوب لا يرى في ميليشيا الحوثي الا مشروعاً طائفياً غريباً عن نسيجه الوطني. ولهذا، فإن أي مشروع لمواجهة ميليشيا الحوثيين يجب أن يبدأ من الاعتراف بالواقع الجنوبي كقوة منظمة تمتلك الأرض والإرادة.

الضعف الحوثي الحالي يعد فرصة ثمينة لمن يريد أن يكتب بداية جديدة لليمنية. وحدها قوى اليمنية والتي يجب ان تمتلك مشروعاً وطنياً واضحاً، وتحالفات صادقة، هي القادرة على تحويل لحظة التراجع الحوثي إلى نقطة انطلاق نحو يمنية بلا كهنوت، ولا امامة، ولا استغلال طائفي.

فيديو