لماذا لا يمكننا القبول باليمنية وأحزابها وقواها؟

دراسات وتحليلات - منذ 1 يوم

لماذا لا يمكننا القبول باليمنية وأحزابها وقواها؟

عين الجنوب | تحليل - خاص


كثيراً ما تطرح في النقاشات السياسية مفاهيم مثل التنوع، القبول، والتعايش، وخاصة في السياق الغربي الذي نجح نسبياً في إدارة هذه القيم ضمن أطر قانونية ومؤسسات تحمي الجميع. ولكن حين نُسقط هذه المفاهيم على واقعنا في الجنوب، وخصوصاً في علاقتنا مع اليمن، تصبح الصورة مختلفة تماماً.

المشكلة لم تكن مجرد خلاف ديني أو أيديولوجي فقط. بل كانت وما تزال معاناة مستمرة من الهيمنة، وزرع الفوضى، وفرض الواقع بالقوة العسكرية. ومن المؤسف أن كل تجاربنا مع اليمنية منذ إعلان الوحدة في 1990 أثبتت أن الطرف الآخر لا يبحث عن شراكة، بل عن سيطرة كاملة.

لقد خضنا تجربة الوحدة، وصبرنا على التهميش والاستغلال، وحاولنا أن نطالب بالعدالة. لكن ماذا كانت النتيجة؟

في 1994، شنّوا الحرب على الجنوب. في 2007 قمعوا المظاهرات السلمية، وفي 2015، تكرر السيناريو بحجج مختلفة. واليوم، تُمارس ضدنا الحروب بأشكال جديدة: اغتيالات، إعلام تحريضي، تمويل مليشيات، إرهاب، مؤامرات، محاولات لإفشال مؤسساتنا.

كل مرة نحاول فيها فتح صفحة جديدة سابقاً، نجد أنفسنا أمام مشروع عدواني يُخفي وراءه نية للسيطرة والهيمنة

فكيف يمكننا أن نقبل بطرف يخفي ما لا يظهر بل يستخدم القوة والعنف والارهاب.
كيف نعيش مع طرف يعتبر أرضنا غنيمة، وشعبنا تابعاً، وتاريخنا هامشاً؟

نحن رفضنا اليمنية لأننا جربنا الوحدة معها، ودفعنا ثمنها دماً ودماراً وخراباً. ونرفض اليوم أي دعوات للتعايش او القبول لا تقوم على احترام ارادة شعبنا وطموحه وهويته وتاريخه، وسيادته الكاملة على كامل تراب ارضه.
السلام لا يفرض بالقوة ولا بالتهديد ولا بالاعمال العدائية والارهابية، بل يولد من الاعتراف، والعدالة، والإرادة الحرة للشعوب. (الجنوب العربي مستقل)

فيديو