منظور دولي: حرب غزة قد تجعل إسرائيل منبوذة عالميًا

دراسات وتحليلات - منذ يومان

قال تحليل نشرته مجلة بوليتيكو إن "إسرائيل اليوم أقوى مما كانت عليه في أي وقت خلال هذا القرن. غير أنّ هذا جاء بثمن باهظ تمثل في تآكل الدعم الشعبي، وهو ما قد يترك آثارًا طويلة المدى على مكانة إسرائيل وعلاقاتها مع حلفاء أساسيين."

وأضاف التحليل أن "الغرب والقوى الكبرى، وحتى الجيران العرب، تغاضوا لعقود عن سياسات إسرائيل في الأراضي المحتلة، الأمر الذي منح نتنياهو مساحة واسعة لإدارة الصراع. لكن مشاهد الأطفال الجوعى في غزة أحدثت تحولًا عالميًا عميقًا، حتى داخل الولايات المتحدة، حيث باتت أصوات متزايدة تصف ما يجري بأنه إبادة."

وأشار إلى أن "المقارنة التي لطالما خشيتها إسرائيل مع جنوب أفريقيا في حقبة الفصل العنصري تقترب أكثر فأكثر، بل قد تُقرن بأنظمة ارتكبت إبادة جماعية. ورغم ثقل هذا الوصف، إلا أنّ حجم الدمار في غزة يجعل الاتهام بالإبادة حاضرًا بقوة."

ويرى التحليل أن "التغير في الرأي العام الأميركي والغربي بات واضحًا. فقد دعا قادة الاتحاد الأوروبي، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، إضافة إلى شخصيات أميركية بارزة من الحزبين، إسرائيل إلى وقف المجاعة. كما انخفضت نسبة الأميركيين المؤيدين لإسرائيل إلى 32% مقابل 60% معارضين، فيما يزداد التأييد لخفض المساعدات العسكرية لها."

ولفت إلى أن "محاولات إسرائيل ربط الانتقادات بمعاداة السامية لم تعد فعّالة كما في السابق، خصوصًا بعد أن استُخدم هذا الاتهام بصورة مفرطة من قبل إدارة ترامب لأغراض سياسية ضد الجامعات."

وأوضح التحليل أن "حكومة نتنياهو قد ترى أنها قادرة على تحمل "الكلام العدائي" ما دام الدعم الأميركي الرسمي قائمًا، لكن الخطر الأكبر يكمن على المدى المتوسط والبعيد، في خسارة الحرب الكلامية رغم التفوق العسكري، وتراجع ارتباط الأجيال الأميركية الجديدة بإسرائيل."

وأضاف: "إن حدث ذلك، فقد تواجه إسرائيل عزلة دولية متزايدة، تمتد من المقاطعة الأكاديمية والرياضية إلى صعوبات في سفر مواطنيها، لتتحول إلى دولة منبوذة عالميًا."

وخلص التحليل إلى أنه "إذا تصاعد العداء الشعبي الأميركي لإسرائيل، وأدى ذلك إلى تغيير في السياسة، فقد تكون أيام الحكومة الإسرائيلية معدودة."

فيديو