كذب الحوثي ودجله.. كيف يخدع شعبه ويقوده إلى الاوهام؟

تقارير - منذ 4 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص


في زمن الحرب، تزداد الحاجة إلى الأمل، لكن قوى الشمال تبيع الأوهام. هذا ما تفعله جماعة الحوثي في اليمن، حيث تحولت الكذبة إلى استراتيجية، والدجل إلى أسلوب حكم، والتضليل إلى وسيلة للبقاء. فكيف يصنع الحوثي عالمه الموازي من الأكاذيب، ولماذا ينجح حتى الآن في إقناع الكثيرين بهذا الوهم؟  

منذ انقلابهم على السلطة بحجة الجرعة، اختار الحوثيون لعب دور المقاوم والمنقذ في آن واحد. فهم لا يحاربون من أجل اليمن، بل من أجل الفقيه، لكنهم يختبئون وراء شعارات دينية براقة. الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل يصبح مجرد غطاء لقتل اليمنيين في حجة والحديدة. المقاومة التي يتغنون بها تتحول إلى قنابل تلقى على بيوت المدنيين، وإلى تجويع ممنهج لشعب أعزل.  

ففي عالم السياسة، هناك من يخوض المعارك الحقيقية، وهناك من يخترعها. جماعة الحوثي تنتمي للصنف الثاني؛ فهي ترفع شعارات كبرى لخوض حروب صغيرة، وتتغنّى بنصرة القضايا المسيسة بينما تدمّر أرضها وشعبها. الأكثر غرابة أنها تنجح في بيع هذه الأكاذيب لقطاع من الناس، فتتحول جرائمها إلى بطولات، وتتحول معاناة الاشقاء اليمنيين إلى ثمن لأوهام لا تنتهي.

لكن الكذبة الكبرى ليست في ادعاء المقاومة، بل في كيفية بيع هذه الأسطورة. فوسائل إعلامهم تخلق واقعاً لا وجود له: معارك يُعلنون عنها منتصرة قبل أن تبدأ، وطائرات يُسقطونها في الخيال، وبوراج يحرقونها وأعداء يُضخمونهم لتحويل الأنظار عن فشلهم. حين ينهار الاقتصاد، يصرخون بـالحصار متناسين أنهم يحولون الموارد إلى ثروات شخصية، وحين يسألون يتحدثون عن مؤامرات العدوان بينما مليارات الريالات تُنفق على القتال والاعلام.
  
الأخطر من الكذب السياسي هو توظيف الدين لخدمة المشروع الحوثي. فباسم الجهاد يُرسلون الأطفال إلى الموت، وباسم ولاية الفقية يسجنون المعارضين، وباسم الصبر يبررون انهيار الحياة.

ثم يأتي دور الخداع الاقتصادي، حيث تُسرق المساعدات الإنسانية، وتُفرض الضرائب تحت مسميات دينية، ويُنهب المال العام بلا رقابة. الشعب يدفع الثمن، لكن اللوم دائماً كان على العدوان الخارجي، السعودي سابقاً والأمريكي لاحقاً، ميلشيا بقاءها يعتمد على التزييف.

وفي النهاية، يصنع الحوثي جيلاً كاملاً من الضحايا، قطيع من التابعين الصفر، أطفال يُجرّدون من طفولتهم ويُحوّلون إلى وقود للحرب تحت مصانع انتاج الارهاب الفكري، شباب يُقتلون في معارك لا ناقة لهم بها ولا جمل، وعائلات تُشرّد وتُجوع ثم تُطلب منها الشكر على أنها لم تُقصف! كل هذا يتم تحت غطاء من الإرهاب الفكري، حيث أي صوت معارض يُوصم بعميل للعدوان، وأي سؤال يُعتبر تآمراً.  

لكن التاريخ يعلمنا أن الأكاذيب مهما طالت لا تُبني عليها دول. فالشعوب قد تنخدع لوقت، لكنها لا تنام إلى الأبد. السؤال الذي يبقى في الذهن، متى ستسقط أقنعة الحوثي، ومتى سيدرك الأشقاء اليمنيون أن من يخدعهم بقناع الفقيه هو نفسه من يدفع بهم إلى الهاوية؟

فيديو