«حضرموت أولا»: استفتاء شعبي وصفعة في وجه المتآمرين على قرار حضرموت

تقارير - منذ 5 ساعات

حضرموت|| عين الجنوب:
تستعد محافظة حضرموت لاحتضان مليونية حاشدة يوم الخميس المقبل 24 أبريل الجاري، في مدينة المكلا الساحلية، في حدث تاريخي يصفه السياسيون والمواطنون المحليون بأنه استفتاء شعبي لدعم مطالب المحافظة وتأكيد على تطلعات أبناء المحافظة الغنية بالنفط لرؤية المجلس لمستقبل المحافظة والجنوب.
وتأتي الدعوة للمليونية في وقت تتصاعد فيه التجاذبات السياسية حول مستقبل حضرموت، التي تتمتع بثقل استراتيجي واقتصادي كبير، وسط جهود إقليمية ودولية للتوصل إلى تسوية شاملة للحرب في اليمن. rn
رسالة الحضارمrn
يرى مراقبون ونشطاء محليون أن الحشد المرتقب يهدف إلى إيصال رسالة قوية بأن الغالبية في حضرموت ترفض أي محاولات لفرض أجندات خارجية وتدعم بقوة المجلس الانتقالي الجنوبي كقوة سياسية وعسكرية رئيسية في الجنوب.rn
وفي هذا الصدد، أكد رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة لشؤون مديريات وادي وصحراء حضرموت، محمد عبد الملك الزبيدي، على الأهمية الاستراتيجية للمليونية المزمع إقامتها يوم الخميس المقبل في مدينة المكلا تحت شعار "حضرموت أولاً"، معتبراً إياها لحظة فارقة في مسار المحافظة.rn
وقال محمد الزُبيدي: "إن الاستعداد لهذه المليونية يتجاوز كونه مجرد تحضير لحدث جماهيري، بل يمثل لحظة حاسمة في المسار السياسي والاجتماعي لحضرموت، خاصة في ظل تكاثر المشاريع المتضاربة التي تهدف إما لتمزيق النسيج المجتمعي الحضرمي، أو لإعادة المحافظة إلى مربع التهميش والتبعية".rn
وأضاف: "ما نُعد له ليس مجرد مهرجان شعبي، بل هو بمثابة استفتاء علني على هوية حضرموت وقرارها ومصيرها. ففي الوقت الذي تحاول فيه بعض القوى فرض وقائع عبر مشاريع فوقية تفتقر للامتداد الشعبي، تأتي هذه المليونية لتؤكد أن الكلمة الفصل هي لأبناء حضرموت وصوتهم المنطلق من الميدان، وليس من الغرف المغلقة أو المنصات الموجهة".rn
وأشار الزبيدي إلى أنه "في ظل تعدد الاتجاهات السياسية، يصبح من الضروري بلورة موقف شعبي موحد وعلني يؤكد أن حضرموت ليست ساحة للمزايدات السياسية أو تصفية الحسابات"، مضيفاً أن "أهمية هذه الفعالية تكمن في تجسيدها لوحدة الهدف، والتأكيد على أن قرار حضرموت سيظل بيد أبنائها حصراً، وسيُصنع في وضح النهار تحت راية الجنوب التي يمثلها المجلس الانتقالي الجنوبي".rn
واعتبر رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة أن "التفاعل الكبير في المديريات والتسابق الشعبي للمشاركة يعكس حالة وعي متقدمة واستشعاراً للمسؤولية لدى المواطنين"، مؤكداً أن "الشعب الحضرمي يوجه رسالة استباقية واضحة لكل من يفكر في اتخاذ قرار باسمه دون تفويض: حضرموت ليست للبيع، وأبناؤها هم فقط من يحددون مستقبلها".rn
كما أكد رئيس الدائرة السياسية بالأمانة العامة لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، محمد باتيس على أن الاستعدادات الجارية لتنظيم هذه المليونية المرتقبة تكتسب أهمية بالغة، خصوصاً في ظل حالة التنوع والتباين في الاتجاهات السياسية التي تشهدها الساحة الحضرمية حالياً.rn
وأضاف باتيس أن "هذه الفعالية تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة المجلس الانتقالي الجنوبي وحلفائه على حشد الشارع الحضرمي وتوحيده خلف رؤية سياسية واضحة، في وقت تحاول فيه أطراف متعددة فرض تصورات مغايرة لمستقبل المحافظة".rn
مطلب متجذرrn
يتردد صدى شعار "حضرموت أولاً" بقوة في مدن وقرى المحافظة، حيث يؤكد مؤيدوه أنه ليس مجرد هتاف، بل تعبير عن وعي متنامٍ بضرورة الحفاظ على خصوصية المحافظة وضمان تمثيلها العادل في أي ترتيبات مستقبلية، وهو ما يتماشى مع خطاب المجلس الانتقالي الذي يشدد على حقوق المحافظات الجنوبية ضمن مشروع الدولة الجنوبية الفيدرالية.rn
ويقول الشيخ سالم بن محفوظ، أحد وجهاء الساحل: "حضرموت عانت طويلاً من التهميش والإقصاء ومحاولات طمس هويتها ونهب ثرواتها. اليوم، يقول أبناء حضرموت كلمتهم".rn
وأضاف: "لن نسمح بتكرار أخطاء الماضي. قرارنا يجب أن ينبع منا، ومصلحتنا يجب أن تكون الأولوية. وليس من مصلحتنا ألا نغرد خارج السرب الجنوبي تحت لواء المجلس الانتقالي الجنوبي بقيادة الأخ المناضل الرئيس عيدروس الزُبيدي". rn
ويشير نشطاء إلى أن هذا الشعور يترجم عملياً في التفاف شعبي واسع حول القوى المحلية التي تتبنى هذا المبدأ، وفي مقدمتها المجلس الانتقالي. rn
وشهدت مدن رئيسية كالمكلا وسيئون تظاهرات متكررة رفعت فيها أعلام الجنوب وشعارات تؤكد قرار المحافظة وتطلعات الجماهير ودعم المجلس الانتقالي الجنوبي.rn
وتشير الحشود التي تلبي دعوات المجلس الانتقالي الجنوبي في مختلف المحافل بحضرموت وخارجها، إلى أن نسبة كبيرة من سكان المحافظة يرون في المجلس الانتقالي الممثل الشرعي لهم ويعتبرون شعار "حضرموت أولاً" متوافقاً مع رؤية المجلس لمستقبل الجنوب.rn
وقال الناشط السياسي الحضرمي، عوض باسنبل: "لم يعد بالإمكان تجاهل الإرادة الحضرمية. «حضرموت أولاً» تعني إدارة مواردنا بأنفسنا، تعزيز أمننا بقواتنا المحلية، والمشاركة الفاعلة في رسم مستقبلنا السياسي ضمن إطار جنوبي يحترم خصوصيتنا. المجلس الانتقالي فهم هذه الرسالة بوضوح ويعمل على تحقيقها".rn
صفعة في وجه المتآمرينrn
يصف المنظمون الحراك الحالي بأنه يتجاوز الأطر السياسية التقليدية ويشمل شرائح واسعة من المجتمع، معتبرين الزخم الشعبي بمثابة "استفتاء" على الأرض يؤكد رفض أي وصاية خارجية.rn
ويرى سياسيون ومراقبون أن هذا الزخم يمثل "صفعة" للقوى التي تسعى "للتآمر" على قرار حضرموت عبر محاولات إنشاء كيانات موازية أو السيطرة على القرار الأمني بعيداً عن القوات المحلية مثل قوات النخبة الحضرمية، التي تعمل تحت مظلة المجلس الانتقالي وتحظى بثقة قطاع واسع من السكان لدورها في محاربة الإرهاب وتثبيت الأمن في الساحل.rn
وفي معرض حديثه عن الدعم الشعبي، قال محمد الزبيدي: "إن الحراك والتنظيم والاستعدادات الجارية في كافة مديريات وادي وصحراء وساحل حضرموت تعكس بما لا يدع مجالاً للشك حالة شبه إجماع شعبي حول دعم النخبة الحضرمية كقوة أمنية شرعية وضرورية لتحقيق تطلعات الناس في الاستقرار والسيادة".rn
وأضاف: "هناك قناعة متزايدة بأن المجلس الانتقالي الجنوبي هو الحامل السياسي للمشروع الوطني الجنوبي الجامع، الذي يحترم خصوصية حضرموت ويضمن لأبنائها حقهم الكامل في إدارة شؤونهم وثرواتهم وأمنهم".rn
وأوضح محمد الزُبيدي أن "تحرك الجماهير لم يكن يوما نابعاً من دوافع حزبية أو إملاءات فوقية، بل من دافع وطني يستند إلى تجربة واقعية. لقد عايش الناس الفرق بين مرحلة ما قبل النخبة وما بعدها؛ بين الفوضى والفراغ الأمني والإرهاب، وبين الإنجاز والانضباط والاستقرار النسبي الذي تحقق بفضلها. لذا، فإن هذا الحشد لن يكون عفوياً بل نابع من إدراك عميق لمصالح حضرموت العليا".rn
واعتبر أن "المليونية القادمة تمثل التقاءً واضحاً بين المشروع الأمني الذي تجسده النخبة، والمشروع السياسي الذي يمثله المجلس الانتقالي، تحت هدف واحد هو: حضرموت أولاً".rn
وبشأن ما إذا كانت هناك أطراف تحول التفرد بالقرار الحضرمي، قال رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة محمد الزبيدي: "للأسف، نعم، هناك أطراف داخلية وخارجية تعمل بشكل ممنهج لاختطاف القرار الحضرمي، متسترة بشعارات زائفة ومروجة لمشاريع مضللة".rn
وأوضح أن "بعض هذه الأطراف تتحرك وفق أجندات حزبية ضيقة، تدّعي تمثيل حضرموت بينما هي في الواقع أدوات لقوى تسعى لإبقاء المحافظة تحت الوصاية، سواء كانت وصاية قوى تقليدية أو تحالفات طارئة لا تؤمن بمشروع الجنوب ولا بمطالب أبنائه".rn
وقال محمد الزُبيدي: "هذه الجهات تحاول الترويج لمشاريع مشبوهة، بعضها يدّعي الفيدرالية بشكل انتقائي، وبعضها يسوّق لاستقلالية حضرموت كإقليم منزوع الهوية، دون أن تكلف نفسها عناء السؤال عن: من الذي سيضمن لهذا الإقليم السيادة؟ ومن سيحميه؟ ومن سيوفر له تمثيلاً دولياً؟ ومن سيتصدى للفراغ الأمني الذي سيتركه تغييب النخبة؟"rn
وأضاف: "هدف هذه المشاريع هو إضعاف الحضور الجنوبي في حضرموت، وشق الصف الداخلي، وإبقاء المحافظة كورقة مساومة بيد أطراف لا تملك حق تقرير مصيرها".rn
وجدد رئيس الهيئة التنفيذية المساعدة محمد الزبيدي التأكيد على أن "الشعب الحضرمي أوعى من أن تضلله هذه المحاولات، وبات يدرك أن مستقبله يُصنع في الميدان بدعم النخبة والاصطفاف خلف المجلس الانتقالي الذي يحمل مشروعاً وطنياً جنوبياً شاملاً". rn
وشدد على أن "المليونية ستكون الرد الحاسم، والشاهد الأقوى على أن حضرموت عصية على الاختطاف، وأن قرارها لن يصادر، وأن أبناءها هم وحدهم من سيرسمون ملامح مستقبلها".rn
وعلى الصعيد العسكري، قال المناضل أحمد المشجري: "أرواحنا وأرواح أبنائنا لحماية حضرموت وأهلها من أي تهديد... ولاؤنا لله ثم لحضرموت والجنوب، ونحن نعمل بتنسيق كامل مع قيادة المجلس الانتقالي. رسالة «حضرموت أولاً» هي رسالتنا أيضاً".rn
اهتمام خاص rn
يبرز دور المجلس الانتقالي الجنوبي كداعم رئيسي للحراك الشعبي في حضرموت، حيث يؤكد قادته على أن مطالب حضرموت جزء لا يتجزأ من المشروع الوطني الجنوبي.rn
وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، عيدروس الزُبيدي، قد أكد في تصريحات سابقة على أن "حضرموت هي قلب الجنوب النابض وعمقه الاستراتيجي"، متعهداً بالوقوف "بكل قوة لحماية قرارهم وخياراتهم" ضمن إطار "دولة جنوبية فيدرالية حديثة".rn
وفي هذا السياق، حذر محمد باتيس من محاولات "اختطاف" القرار الحضرمي. وقال: "نعم، هناك أطراف سياسية، سواء من داخل بنية الشرعية اليمنية أو من القوى المرتبطة بمراكز النفوذ التقليدية في صنعاء ومأرب، والتي تعمل عبر أدواتها المحلية في حضرموت، وتسعى جاهدة لاختطاف القرار الحضرمي وتفريغ مطالب أبنائه من مضمونها الحقيقي".rn
وأوضح باتيس أن أجندات هذه الأطراف، حسب قوله، تهدف إلى "الإبقاء على حضرموت كخزان اقتصادي يُستغل دون تمكين حقيقي لأبنائها، أو استخدامها كورقة تفاوضية ضمن تسويات سياسية لا تراعي المصالح العليا لشعب الجنوب بشكل عام، وحضرموت بشكل خاص".rn
وأضاف أنه بينما يعكس التحشيد للمليونية قاعدة جماهيرية واسعة مؤيدة للانتقالي والنخبة الحضرمية، فإن هناك مكونات أخرى لا تزال تعارض أو تتحفظ، مرجعاً ذلك أحياناً إلى "مخاوف من التهميش، أو شعور بعدم تمثيل مصالح حضرموت بشكل كافٍ، أو خدمةً لأجندات قوى وأطراف محلية أو خارجية تناهض ثورة شعب الجنوب وحقه المشروع في استعادة دولته".rn
واختتم باتيس مؤكداً أن هذه الأطراف تسعى لفرض نماذج "تتناقض بشكل صارخ مع تطلعات شعب الجنوب ومجلسه الانتقالي المتمثلة في إقامة دولة جنوبية اتحادية (فيدرالية) تضمن العدالة والمساواة والتنمية الشاملة لكل أقاليم الجنوب، بما في ذلك إقليم حضرموت".rn
ويبقى الحشد الجماهيري المقرر يوم الخميس المقبل محط أنظار المراقبين، كونه قد يمثل مؤشراً هاماً على ميزان القوى وتوجهات الشارع في حضرموت.

منقول من موقع حضرموت21
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn
rn

فيديو