رؤية جنوبية مسؤولة نحو حل واقعي ومستدام

السياسة - منذ 10 ساعات

عين الجنوب | تحليل - خاص

اكد المجلس الانتقالي الجنوبي، وعلى لسان رئيس وحدة المفاوضات فيه د. ناصر الخبجي، على اندبدنت عربية دعمه الكامل لأي جهود إقليمية أو دولية ترمي إلى إنهاء الحرب في اليمن وإحلال السلام، بما في ذلك محادثات السلام بين المملكة العربية السعودية وميلشيا الحوثي. هذا الدعم ينبع من قناعة راسخة بأن أي تسوية شاملة ومستدامة لا يمكن أن تُكتب لها الحياة دون معالجة جذرية لأصل الأزمة اليمنية، وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب.

وتتقاطع هذه الرؤية مع تصاعد التهديدات الأمنية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يضع الجنوب والمنطقة أمام تحديات متسارعة تستوجب وضع حداً للفوضى التي تُهدد الملاحة الدولية واستقرار الإقليم. من هذا المنطلق، اكد المجلس الانتقالي وقوفه مع كل الجهود الدولية التي تهدف إلى ردع التهديدات الإرهابية، وفي الوقت نفسه يركز على ضرورة أن يكون للجنوب دور فاعل وحاسم في تأمين أرضه ومصالحه، ضمن أي ترتيبات قادمة، بناءاً على موقف المجلس الثابت تجاه استعادة دولة الجنوب على حدود 21 من مايو 1990.

يشير د/ ناصر الخبجي بوضوح إلى أن الجنوب اليوم ليس مجرد طرف مشارك، بل يحمل قضية شعب ولا يمكن تجاوزها في أي عملية سياسية مقبلة. ومع إقراره بوجود تحديات داخلية شابت أداء المجلس خلال مسيرته منذ تأسيسه في بعض الجوانب الخدمية أو المؤسسية، لكن المجلس حالياً انتقل إلى مرحلة مراجعة شاملة وهيكلة تصحيحية تهدف إلى تفعيل الرقابة وتعزيز المحاسبة والشراكة، ما يُظهر قدراً عالياً من المسؤولية..

أما على مستوى المسار السياسي، فإن المجلس الانتقالي، وتمسكه الثابت بهدف الشعب الجنوبي نحو استعادة الدولة على حدود ما قبل 21 مايو 1990، فإنه لا يمانع في النظر إلى ترتيبات مرحلية أو انتقالية بشرط أن تحترم تطلعات شعب الجنوب وتُبقي على جوهر القضية، وحق تقرير المصير. هذا الانفتاح هو انفتاح مرحلي، لكن ليس لفترة طويلة ... فالحل يجب ان يكتمل وهو الاعتراف الكامل بسيادة الجنوب على ارضه.

فمنذ تأسيس المجلس الانتقالي حمل الكثير من التحولات، تمكن خلالها من تثبيت الحضور السياسي الجنوبي، وتفعيل الشراكات الخارجية، وخوض مشاورات سياسية وندوات ومؤتمرات دولية اهمها مشاورات الرياض، ليكرس بذلك الاعتراف الإقليمي والدولي بقضية الشعب الجنوبي. ورغم التحديات الاقتصادية والأمنية المستمرة، لا سيما تلك الناتجة عن محاولات قوى يمنية لتقويض استقرار الجنوب أو تهميشه في مسار التسوية، فإن المجلس يواصل الدفع نحو تحسين أداء المؤسسات وادارة الوضع الداخلي بشكل متحسن تدريجيا وبثبان مستمر، بالتوازي مع المسار التفاوضي، لاي جهود جادة وعادلة نحو احلال السلام.

فيديو