عتمة عدن: معاناة يومية في ظل انقطاع الكهرباء المستمر

تقارير - منذ 1 شهر

عين الجنوب | تقرير - خاص

تشهد العاصمة عدن، موجة غير مسبوقة من التدهور في الخدمات الأساسية، أبرزها الانقطاع المستمر للكهرباء في ظل ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات خانقة. هذه الأزمة، التي تتفاقم مع دخول فصل الصيف، ألقت بظلالها الثقيلة على حياة السكان، الذين وجدوا أنفسهم في مواجهة معاناة معيشية قاسية، وسط غياب نوايا للحلول.

الانقطاع الكهربائي اليومي، الذي يمتد لساعات طويلة قد تصل إلى أكثر من عشرين ساعة متواصلة في بعض المناطق، أدى إلى شلل شبه كامل في الأنشطة الاقتصادية، وأثر على الخدمات الصحية، وزاد من معاناة الأسر الفقيرة التي لا تملك مولدات بديلة. ومع ارتفاع درجات الحرارة فوق 40 درجة مئوية، أصبح السكان عرضة لمخاطر صحية حقيقية، خاصة الأطفال وكبار السن ومرضى القلب والجهاز التنفسي.

مصادر متعددة، بما في ذلك تقارير فريق الخبراء التابع لمجلس الأمن الدولي لعام ٢٠٢٢ برقم ٢٦٢٤ وتقارير مراكز بحثية أكدت أن هذا التدهور ليس مجرد نتيجة طبيعية للحرب أو ضعف الإمكانيات، بل هو جزء من نمط أوسع يوصف بـ حرب الخدمات ضد الجنوب. يعتمد هذا النمط على إضعاف البنية التحتية ومنع صيانتها بشكل ممنهج، وعرقلة وصول الوقود إلى محطات التوليد، فضلاً عن تأخير مخصصات الدعم التي تقدمها جهات مانحة كالسعودية.

في هذا السياق، تشير مصادر مطلعة إلى أن المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، وتحديداً وزاراتها وهيئاتها المعنية بإدارة الموارد والخدمات العامة. تحميل للمسؤولية وجهها المجلس الانتقالي الجنوبي وعدد من القيادات المحلية لمسؤولين نافذين داخل الحكومة، في ظل تعمدهم استخدام الخدمات كورقة سياسية للضغط على الجنوب. كما أن بعض تقارير منظمات الشفافية الدولية تلمّح إلى أن الفساد الإداري وسوء توزيع الموارد، إلى جانب تغليب الحسابات السياسية على المصلحة العامة، عمّق من أزمة الخدمات في العاصمة عدن والمحافظات الاخرى.

في النهاية، تبدو أزمة الكهرباء والخدمات في العاصمة عدن أبعد ما تكون عن كونها مجرد فشل تقني أو إداري، بل هي انعكاس مباشر لصراع أكبر حول السيطرة والهمينة، حيث تُستخدم معاناة الناس كسلاح صامت لخدمة تلك القوى التي استغلت كل شي كعقاب جماعي، ضد شعب يمتلك الموارد لكن مع حكومة افلست اخلاقياً وسياسياً وادارياً للقيام بواجباتها تجاه الشعب.

فيديو